
أعلنت هيئة الأركان العامة في تركيا اليوم أن طائرات حربية تركية قصفت أهدافا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق في رابع هجوم من نوعه خلال خمسة أيام .
ومن جهتها أعربت قيادة إقليم كردستان العراق عن وجود تباين في وجهات النظر بينها وبين الإدارة الأمريكية بشأن قصف تركيا لقرى داخل الشريط الحدودي للإقليم.
وأكد مصدر عسكري تركي أن الجيش سيواصل هجماته ضد عناصر حزب العمال الكردستاني داخل تركيا وعلى طول الحدود مع العراق، مشيرًا إلى شن هجمات جديدة ضد مقاتلي الحزب بجنوب شرق تركيا.
هذا وقد تضاربت الأنباء حول ضحايا الهجمات الأخيرة من الطرفين، ولم تصدر أية تصريحات رسمية بعد بهذا الشأن .
وأوضح المصدر العسكري التركي عن دعم الجيش لقواته بأقاليم سيرناك وهاكاري وتونسالي الحدودية المشتركة مع العراقية بالعتاد والجند، حيث يمارس مقاتلو الحزب أعمالهم الإرهابية ضد المدنيين الأتراك.
وتزعم قيادة إقليم كردستان العراق أن الغارات التركية والقصف المدفعي قد تسببا في نزوح مئات الأسر الكردية عن قراها بشمال العراق، فيما أكد "ملا بختيار" أحد قياديي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس إبلاغ القيادات الكردية السفير الأمريكي في العراق ريان كروكر عن بالغ قلقهم من القصف التركي المتواصل للقرى الكردية داخل الشريط الحدودي لإقليم كردستان العراق.
وأضاف بختيار "طلبنا من السفير بحث الموضوع مع تركيا وطالبنا بأن تؤدي أمريكا دورا أكثر فاعلية لمنع تركيا من قصف مناطقنا المحررة واتخاذ الأساليب السلمية لحل هذه المشكلة".
ومن جهة أخرى أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان عن رفضه الشديد للتقارير التي تحدثت عن صفقة عقدها مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخامس من الشهر الماضي، أثناء زيارته لواشنطن، أعطت بموجبها واشنطن الضوء الأخضر للعمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
وقال أردوجان: "إن رئيس وزراء تركيا ليس عديم الشرف وحقيراً إلى هذه الدرجة حتى يعطي الأمريكان أي شيء مقابل دعمهم له في أي موضوع"، ووصف أردوجان خلال لقاء تلفزيوني تلك الادعاءات بالسخيفة والحقيرة، لكنه أشار إلى أهمية الدعم الدولي والإقليمي لحرب تركيا ضد "الإرهاب".
وعلى صعيد الإدارة الأمريكية فقد أكد وفد تابع للجنة الشؤون العسكرية والدفاع في الكونجرس الأمريكي عن استمرار الدعم الأمريكي لأنقرة في حربها ضد "الإرهاب"، مشيرًا إلى أهمية تركيا كحليف استراتيجي لأمريكا في المنطقة.
ويعقد مجلس الأمن القومي اليوم الجمعة اجتماعاً لمناقشة المشروع الحكومي الخاص بمعالجة المشكلة الكردية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بما في ذلك إصدار عفو عن عناصر وأنصار حزب العمال الكردستاني تمهيدًا لوقف عملياتهم المسلحة والعودة إلى تركيا.
وسيناقش المجلس كذلك الدعوة التي قال الرئيس عبدالله جول أول أمس أنه سيوجهها للرئيس العراقي جلال الطالباني لزيارة تركيا في القريب.