
تواصل الغزل الأمريكي الإيراني العلني على حساب العرب السنة في العراق، حيث أثنى السفير الأمريكي في بغداد على إيران بزعم مساعدتها في كبح جماح الميليشيات الشيعية في العراق، مستخدما بعضا من ألطف العبارات التي استخدمتها واشنطن تجاه طهران منذ احتلالها بلاد الرافدين.
وقال السفير الأمريكي في العراق ريان كروكر في تصريحات صحفية أمس: إن واشنطن تعتقد بأن ايران كانت وراء وقف إطلاق النار الذي أعلنه رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وأنها ساعدت على ضمان سريانه في مناطق تتمتع فيها بالنفوذ.
لكنه أشار أيضا الى أن السلطات الامريكية ما زالت ترى أن دور ايران لا يمكن التنبؤ به وأن دوافعها مبهمة.
وقال كروكر لصحفيين في بغداد: "رأينا تراجعا في أعمال العنف من ميليشيات متطرفة.. ليس توقفا بل تراجعا. رأينا دعوة مقتدى الصدر للتجميد (للنشاط) ثم دعوته لاستمرار ذلك التجميد. أشار الإيرانيون.. ليس لنا لكن لآخرين.. إلى أنهم لعبوا دورا في كل هذا. إذا صح ذلك فهو أمر طيب."
ولدى سؤال السفير الأمريكي عمن قدم المعلومات الخاصة بأن ايران وراء تجميد أنشطة الصدر، قال إن هذه المعلومات جاءت من السلطات العراقية، في إشارة إلى حكومة المالكي الصفوية الموالية لإيران.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، قد قالت مؤخرا: إن الولايات المتحدة ليس لديها "أعداء دائمون"، وفي مؤتمر صحفي، عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية الجمعة، لتقييم أداء وزارتها في العام 2007، قالت رايس رداً على سؤال حول إمكانية زيارتها لدمشق أو طهران: "إن الولايات المتحدة مستعدة لإقامة علاقات أفضل مع إيران، وإجراء محادثات معها"، واشترطت لذلك فقط أن توقف طهران نشاطاتها النووية الحساسة. وأضافت رايس أنه في حال موافقة إيران على التوقف عن تخصيب اليورانيوم فإنها مستعدة للقاء نظيرها الإيراني "في أي مكان وأي وقت للحديث عن أي شيء"، على حد قولها.
وشكلت الولايات المتحدة وإيران في وقت سابق هذا العام لجنة لمناقشة الأوضاع في العراق، على الرغم من أن البلدين لم تجر بينهما اتصالات دبلوماسية منذ 30 عاما. وكانت آخر مرة اجتمعت فيها هذه اللجنة في شهر أغسطس الماضي، بعدما اتهمت واشنطن ايران علنا بتأليب العنف ومساعدة ميليشيا شيعية. وكان لافتا إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقفا لإطلاق النار لمدة ستة أشهر لميليشيا جيش المهدي التابعة له، بعد انتهاء هذه المحادثات.
وكان مقررا عقد الاجتماع التالي للجنة الأمنية الإيرانية الأمريكية في 18 ديسمبر الجاري، لكنه أرجئ بسبب زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وقال السفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر إن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين ما زالوا يتفاوضون على تاريخ جديد، لكنه توقع أن يعقد الاجتماع في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.