
استقال السياسي الأمريكي أندرو ناتسيوس، الذي عمل مبعوثاً خاصاً للرئيس جورج بوش إلى السودان، من منصبه الذي شغله لأكثر من عام، بزعم رغبته في التفرغ للتدريس في جامعة "جورج تاون"، في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وتأتي استقالة المسؤول الأمريكي ضمن سلسلة من الاستقالات التي تقدم بها عدد من كبار مستشاري ومساعدي الرئيس الأمريكي، والتي تزايدت خلال الخمسة عشر شهراً الأخيرة، كما تأتي وسط تزايد الجدل حول نشر قوات دولية مشتركة بإقليم دارفور، بموجب اتفاق بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، بسبب معارضة الخرطوم لوجود قوات من خارج القارة الإفريقية على أراضيها.
وكانت مستشارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن القومي، فرانسيس تاونسند، قد استقالت في 19 نوفمبر، تبعها كبير مساعدي الرئيس الأمريكي السياسيين، كارل روف، بالإضافة إلى السكرتير الصحفي للرئيس، طوني سنو، وأبرز مستشاريه دان بارتليت. وبعد نحو أسبوعين على استقالة روف، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان، استقالته، قائلاً إنه قضى وقتاً طويلاً في منصبه كمتحدث باسم البيت الأبيض، وأنه ينوي قضاء الفترة التالية من حياته مع زوجته.وفي أواخر أكتوبر الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس استقالة وكيلة وزارتها، كارين هيوز، أبرز مستشاري بوش، بعد فشلها في إدارة الحملة التي دشنتها الوزارة لتجميل صورة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي.
من جهة أخرى، حذرت 35 منظمة غير حكومية، معظمها غربية، من أن الخرطوم تعرقل بقوة عملية نشر قوة حفظ سلام مشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور في غرب السودان، ما قد يؤدي الى فشل الأمم المتحدة في إنهاء الحرب هناك.
وادعت المنظمات الغربية، ومنها "هيومان رايتس ووتش" و"تحالف إنقاذ دارفور" و"منظمة أطباء لحقوق الإنسان" أن الحكومة السودانية تسببت في تأخير تخصيص الأراضي والموارد لقواعد البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ورفضت الموافقة رسمياً على قائمة مقترحة لمساهمات الدول من الجنود في القوة، وفضلت الجنود الأفارقة، ورفضت نشر قوات من نيبال وتايلاند والدول الاسكندنافية. وقال التقرير إن “السودان يحاول أيضاً وقف فاعلية القوة بمجرد نشرها من خلال إدخال شروط غير مقبولة تماماً في اتفاقية وضع القوات، تتضمن الحق في تعليق شبكة اتصالات بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور في حال قيام الحكومة بعمليات أمنية”. وأضاف ان السودان لم يوافق حتى الآن على إطلاق القوة المشتركة رحلات جوية ليلية.
ومن المفترض أن تتألف القوة من أكثر من 30 ألف موظف عسكري ومدني، إلا أنها تفتقر لإمكانات مهمة في مجال النقل الجوي، خصوصاً الطائرات المروحية.