أنت هنا

4 ذو الحجه 1428
المسلم-وكالات:

لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأُصيب أربعة آخرون صباح اليوم الخميس، نتيجة انفجار قنبلة داخل قطار مزدحم بالركاب في ولاية "آسام" شمالي الهند، التي يسكنها عدد كبير من المسلمين.
وقالت مصادر رسمية إن القنبلة انفجرت في قطار سريع تابع لشركة "راجداني إكسبرس"، على بعد نحو 270 كيلومتراً (168 ميلاً) من مدينة "غواهاتي" العاصمة الإقليمية لولاية "آسام" إحدى ولايات شمال شرق الهند..
وكانت مدينة "غواهاتي" قد شهدت في 25 مايو الماضي انفجاراً قوياً استهدف أحد الأسواق الشعبية المزدحمة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، إضافة إلى إصابة أكثر من 19 آخرين، فيما قالت السلطات الأمنية أنها عثرت على "قنبلة ضخمة" مخبأة بأحد القطارات المزدحمة، كان في طريقه للمدينة نفسها .
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الانفجار، إلا أن مصادر بالشرطة الهندية قالت إن المعطيات الأولية تشير إلى أن عناصر من جبهة تحرير آسام المتحدة (أولفا) - التي تعمل لإنشاء دولة مستقلة في الإقليم قد تكون متورطة في تلك الهجمات.
ومن الجدير بالذكر أن المسلمين يشكلون نحو 31 في المائة من سكان ولاية آسام البالغ عددهم 26 مليون نسمة، ويتعرضون بشكل متكرر لحملة عنصرية لطردهم من بعض مناطق الولاية بحجة أنهم «بنغلاديشيون» بزعم أن عددا كبيرا من مسلمي آسام هم مهاجرون غير شرعيين جاءوا من بنغلاديش. وتقوم بهذه الحملة منظمات ذات صلة بحزب الشعب الهندي الهندوسي الطائفي، ويندرج ضمن تلك الحملة مذبحة (نيللي) سنة 1983 التي وقعت بعد واقعة هدم المسجد "البابري" الشهيرة وذبح خلالها نحو ثلاثة آلاف مسلم ومسلمة خلال ليلة واحدة في بلدة (نيللي). وعلى الرغم من أن هذه المذبحة تعتبر واحدة من أكبر الاضطرابات الطائفية في تاريخ الهند، فإن الجناة لم يعاقبوا بل وصلوا إلى الحكم لعدة سنوات. وفي عام 2005 أرسلت منظمة طائفية مغمورة رسائل هاتفية في مديرية "ديبروكره" بالولاية تطلب من «البنغلاديشيين» (في إشارة إلى مسلمي آسام) مغادرة المنطقة وإلا تعرضوا للذبح والتنكيل..وأدى هذا إلى فرار آلاف من المسلمين من نحو 12 مدينة في الولاية وهم عمال وصغار التجار وحرفيون. وقد وصلت هذه الحملة تباعا إلى مناطق أخرى من الولاية مثل مديريتي (غولغات) و(جورهات). وقد تطورت الأمور إلى نشوب اضطرابات في مديريتي (تينسوخيا) و(نورث لخيمبور) حيث اعتدى بعض «الطلبة» على المسلمين، وأحرقوا أكثر من 20 بيتا ومتجرا يملكونه.
ويخشى مراقبون أن يكون "حزب الشعب الهندي" وحركة "الآر.إس.إس" الهندوسية المتطرفة يقفان وراء انفجار اليوم لإشعال اضطربات طائفية في الولاية، تمهيدا لشن حملة تهجير جديدة ضد مسلميها.