
انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني التي توغلت جنوب قطاع غزة أمس، في الساعات الأولى من فجر اليوم ، مخلفة ثمانية شهداء و13 جريحا، أربعة منهم في حالة موت سريري، و60 معتقلا.
ولم تفرق آلة الموت العسكرية الصهيونية بين المقاومين المسلحين والمدنيين العزل، أو حتى الصحافيين،حيث قالت وكالة “رامتان” الفلسطينية للأنباء إن طاقمها نجا من القصف بأعجوبة، فيما أصيب المصور الصحافي لوكالة “أسوشييتد برس” بجروح متوسطة.
وكانت قوات الاحتلال تساندها الدبابات والآليات العسكرية، مصحوبةبغطاء جوي، قد توغلت في ساعة مبكرة من صباح أمس، جنوب قطاع غزة، وقطعت الطريق الشرقية الواصلة بين مدينتي رفح وخان يونس المتجاورتين، وفرضت حصاراً مشدداً على منطقتي الفخاري والعمور، شمال مدينة رفح، وحولت عدداً كبيراً من المنازل السكنية إلى ثكنات ومنصات لإطلاق النار، وأخضعت السكان لحظر التجول، واعتقلت نحو 60 شاباً فلسطينياً في عمليات دهم وتفتيش للمنازل السكنية، وسط أجواء من الرعب والإرهاب، واقتادتهم إلى مراكز التوقييف.
وقامت الجرافات العسكرية التي رافقت قوات الاحتلال في عملية التوغل، بعمليات تجريف واسعة طالت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
من جهتها، طالبت حكومة اسماعيل هنية في غزة، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، الرئيس الفلسطيني وأركان السلطة الفلسطينية في قطاع غزة بمقاطعة المفاوضات المقرر إجراؤها اليوم بين الجانبين، كرد طبيعي على التصعيد “الإسرائيلي” المتواصل في القطاع. وقال النونو: “إن ما يجري في قطاع غزة هو الصورة الحقيقية لطبيعة العلاقة مع المحتل، وليست تلك التي حاولت وسائل الدعاية تجميلها في "أنابولس" الذي ثبت فشله وعقم توجهاته”، مشيراً إلى أنه “منذ عقد مؤتمر "أنابولس" لبحث السلام المزعوم سقط أكثر من 33 شهيدا في الضفة الغربية وقطاع غزة وتوفى 35 آخرون بسبب اشتداد الحصار على القطاع”.
على صعيد متصل، أكد نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن “التصعيد “الإسرائيلي” كان متوقعا بعد انتهاء مؤتمر "أنابولس" بسبب عدم وجود أي موقف عربي وفلسطيني جدي خلال المؤتمر”.