
لجأت قوى لبنانية إلى طريقتها الخاصة من جديد لضرب استقرار البلاد عبر اغتيال العميد فرانسوا سليمان رئيس العمليات في الجيش اللبناني، الذي كان مرشحا توافقيا لخلافة قائد الجيش العميد ميشال سليمان، الذي بات خيارا للبنانيين لرئاسة الدولة.
وأسفر الانفجار-الذي نجم وفق معلومات أولية، عن سيارة مفخخة قرب سراي بعبدا الحكومي ومبنى البلدية، القريبين من مقر قصر الرئاسة في منطقة بعبدا- عن مصرع سائق العميد فرانسوا الحاج ويدعى خيرالله هدوان، وجرح العشرات، معظمهم من العسكريين.
وأدت شدة الانفجار إلى احتراق أكثر من خمس سيارات وتضرر الأبنية المجاورة.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها شخصية أمنية من هذا المستوى في لبنان منذ شن مسلسل الاغتيالات التي بدأت بمحاولة اغتيال النائب والوزير مروان حمادة، أحد أبرز المنتقدين للنظام السوري (1 أكتوبر 2004) ليتوج لاحقا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وسط العاصمة بيروت (14 فبراير 2005 )، ولينته مؤخراً باغتيال النائب أنطوان غانم من الأكثرية النيابية (19 سبتمبر 2007)، وكلهم من معارضي الوجود السوري في لبنان. ومن الجدير بالذكر أن اليوم 12 ديسمبر يصادف الذكرى الثانية لاغتيال النائب جبران تويني. وكانت الانفجارات التي وقعت منذ عام 2005 في لبنان تستهدف إما شخصيات سياسية من وزراء ونواب وصحفيين، أو أسواقا تجارية، دون أن تستهدف شخصية معينة.
ويعتبر انفجار اليوم اختراقا كبيرا للجيش اللبناني حيث تم وضع عبوة ناسفة في سيارة مركونة على جانب طريق فرعي لم يعتد العميد الحاج سلوكه وتم تفجيرها بدقة عالية أثناء مروره، كما أن رئيس العمليات الذي اغتيل كان يستقل سيارة تحمل أرقاما مدنية، ما دفع المراقبين إلى اعتبار هذه العملية "عملية" مخابراتية على مستوى كبير حدثت في قلب ما يشبه الثكنة العسكرية الحصينة للجيش اللبناني، ما يجعل من المرجح عدم وقوف جماعات لبنانية محلية وراء الهجوم .
ويأتي الانفجار في وقت يتخبط فيه لبنان في أزمة سياسية بلغت ذروتها مع عدم تمكن النواب من انتخاب رئيس للبلاد لدى انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود في 24 من نوفمبرالماضي.