
رفض الرئيس الباكستاني برويز مشرف، أمس الاثنين مجددًا أي تدخل عسكري من قبل أمريكا لملاحقة عناصر نشطة بمنطقة القبائل العشائرية الحدودية تزعم المخابرات الأمريكية انتسابها لتنظيم القاعدة .
وفي الوقت ذاته رحب مشرف بأية مساعدات تقدمها الولايات المتحدة لباكستان؛ في المجال المعلوماتي أو الإمداد بالسلاح، للإعداد لهجوم عسكري على تنظيم القاعدة .
وبحسب شبكة سي إن إن الإخبارية فإن مشرف قد أكد على أن أية تحركات على الأراضي الباكستانية ستتكفل بها قوات الجيش الباكستاني، موضحًا أن "هذا حق ينبغي أن يظل مقصورًا على باكستان" .
وأعرب مشرف عن رفضه كذلك للتصريح الأخير الصادر عن الرئيس الأمريكي جورج بوش، والذي أعلن فيه أنه سيرسل قوات أمريكية إلى باكستان لتعقب أسامة بن لادن وأتباعه، في حال توافر معلومات موثوق بها، وهو ما علق عليه مشرف بقوله: "بصراحة لا أتفق مع ذلك" .
وانتقد مشرف القوات الاحتلالية على أرض أفغانستان وحملها مسئولية نشاط طالبان والقاعدة، وقال: إن جهود باكستان في تعقب ناشطي طالبان والقاعدة معروفة، ولا يمكن إلقاء اللوم علينا وحدنا، لأن نقطة الارتكاز الأساسية والمنطلق الحقيقي لكل ما يحدث هناك في أفغانستان .
ويرى مراقبون وجود توتر في العلاقات بين مشرف وواشنطن، ظهر منذ محاولات جيش باكستان السيطرة على المناطق القبلية بناءًا على معلومات استخباراتية بوجود ناشطين للقاعدة وطالبان، وتأكد من خلال تصريحات واشنطن بعدم رضاها عن المسلك الذي يتبعه الجيش الباكستاني بمنطقة القبائل، مطالبة بمزيد من استخدام القوة .
وكانت بنظير بوتو زعيمة المعارضة الشيوعية ورئيسة الوزراء السابقة قد صرحت بأنها ستضرب بيد من حديد على مسلحي القبائل، وستعيد إلى إسلام أباد سيطرتها على المناطق الحدودية، في محاولة منها لكسب الدعم الخارجي .
ومنذ إعلان مشرف لحالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور أوائل نوفمبر الماضي، وهو يتعرض لانتقادات وضغوط دولية كبيرة، حيث تبين أنه يحاول من خلال قانون الطوارئ الحفاظ على موقعه السياسي الذي بات مهددًا من الداخل والخارج .