أنت هنا

29 شوال 1428
المسلم - وكالات

شهدت مدينة روالبندي الباكستانية اليوم اشتباكات عنيفة بين الشرطة ‏الباكستانية وأنصار رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة "بنظير بوتو".‏
وكانت بوتو زعيمة حزب الشعب الباكستاني قد حاولت صباح اليوم تحدي ‏وضعها رهن الإقامة الجبرية من قبل الحكومة الباكستانية، بالخروج من ‏منزلها في العاصمة إسلام أباد للمشاركة في تجمع دعت إليه أنصارها في ‏روالبندي للاعتراض على قرار رئيس الحكومة الباكستانية برويز مشرف ‏فرض حالة الطوارئ بالبلاد وتعطيل الدستور .‏
وتمكنت عناصر الشرطة من منع بوتو الخروج من منزلها، فيما قام رجال ‏الشرطة باعتقال كل من حاول الوصول إلى محل إقامتها من أنصارها، كما ‏نشرت الشرطة الحواجز والأسلاك الشائكة حول مقر بوتو .‏
وبحسب وكالة البي بي سي فإن مسئولا رفيعًا بالداخلية الباكستانية قد صرح ‏باستصدار السلطات أمرًا باعتقال بوتو؛ ستوضع بموجبه تحت الإقامة ‏الجبرية لأجل غير معلوم .‏
ومن جهتها نفت المتحدثة باسم بوتو وضعها تحت الإقامة الجبرية، زاعمة ‏أن الشرطة تحاصر منزلها لحمايتها، ولم توضح أساب هذه الحماية ‏المفاجئة.‏
وكانت بوتو قد سبق وصرحت بأن مشرف قد أثبت أنه غير جدير بالثقة كشريك في الحرب على الإرهاب، وأنها ستكون جديرة بذلك، في إشارة منها إلى أنها ستتعاون بشكل أقوى مع الغرب وأمريكا فيما يخص ناشطي القبائل الحدودية، خاصة وأن الإدارة الأمريكية قد سبق واتهمت مشرف بتراخيه في أداء الدور المطلوب منه في هذا الصدد .
ومن جهة أخرى استخدمت الشرطة الباكستانية الهروات والعصي لتفريق ‏أتباع بوتو الذين تجمعوا في روالبندي، كما اعتقلوا العديد من أنصارها، ‏دون تفرقة بين النساء والرجال .‏
وكانت بوتو قد دعت لتظاهرة كبيرة اليوم في روالبندي إضافة لمسيرة ‏ضخمة تبدأ من لاهور وتنتهي في إسلام آباد يوم 13 نوفمبر القادم في حال ‏عدم استجابة مشرف لطلبات المعارضة.‏
وأعلنت المعارضة الباكستانية اعتقال السلطات لخمسة آلاف من مؤيديها ‏لمنعهم من المشاركة في تظاهرة اليوم التي دعت إليها بوتو للاحتجاج على ‏فرض حالة الطوارئ في البلاد.‏
وقالت الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي لمشرف أنها تتوقع عودة ‏سريعة إلى الديمقراطية في‎ ‎باكستان، فيما يصر عدد من المراقبون أن ‏أمريكا تقف وراء إعلان مشرف حالة الطوارئ بباكستان، وتهدف من وراء ‏تصريحاتها الإعلامية الإبقاء على خط رجعة؛ تحسبًا لأسوأ الاحتمالات.‏
يذكر أن حزب الشعب الباكستاني قد أنشأه ذو الفقار علي بوتو عام ‏‏1967، حيث صبغه بتوجهاته الاشتراكية حتى أنه كان يعرف بلبسه زي ‏القادة الاشتراكيين في الصين، كما ضمن تلك الاشتراكية الأسس التي أقام ‏عليها منهج حزبه، والتي نصت على أن "الإسلام عقيدتنا، الديمقراطية ‏سياستنا، الاشتراكية اقتصادنا، والسلطة للشعب".‏
واستلمت بنظير بوتو رئاسة الحزب بعد أبيها الذي أعدم على يد الجنرال ‏ضياء الحق قائد انقلاب عام 1977، والتي عادت لباكستان بعد مقتل ضياء ‏الحق بانفجار طائرة كانت تقله عام 1988، حيث تم اختبارها عام 1997 ‏زعيمة للحزب مدى الحياة.‏