
بعدما قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إنه حث نظيره الباكستاني في محادثة صريحة على التخلي عن منصبه العسكري وإجراء الانتخابات بأسرع ما يمكن، قال المدعي العام في باكستان إن الطوارئ سترفع في غضون شهر أو اثنين، وإن الانتخابات العامة تأجلت إلى شهر فبراير المقبل.
ويتناقض ما أعلنه المدعي العام الباكستاني مع ما كان رئيس الوزراء شوكت عزيز قد قاله أمس من أن الانتخابات العامة ستجرى في موعدها في يناير المقبل، كما يتناقض مع ما صرح به مسؤول مقرب من الرئيس الباكستاني بأن حالة الطوارئ سترفع خلال أسبوعين أو ثلاثة.
وكان البيت الأبيض قد حذر مشرف في وقت سابق أمس من أن "لصبر الولايات المتحدة حدودا" إزاء الأوضاع في باكستان. وأعلنت واشنطن أنها بدأت بمراجعة برامج المساعدة لإسلام آباد التي وصلت إلى أكثر من 10 مليارات دولار منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.
لكن مراقبين قللوا من أهمية التصريحات الأمريكية، بعد إشارة بوش إلى أن مشرف "حليف لا غنى عنه" للولايات المتحدة، ووصف جون نجروبونتي، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية مشرف في شهادة له أمام الكونجرس بـ "الحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه" وأنه "لا خيار لواشنطن سوى العمل معه".
من جهة أخرى، تواصلت الاحتجاجات على فرض مشرف الأحكام العرفية، وردت السلطات الباكستانية بحملة قمع جديدة طالت هذه المرة عددا من أنصار رئيسة الوزراء الباكستانية الشيعية السابقة بنظير بوتو.
وكانت بوتو قد دعت أمس إلى مظاهرات غدا الجمعة ضد حالة الطوارئ التي فرضها مشرف، ونفت بوتو في مؤتمر صحفي عقدته في اسلام آباد نيتها عقد صفقة مع مشرف، قائلة إنه "بوسعه فتح باب التفاوض في حالة واحدة، إذا أعاد الدستور وتقاعد من منصب رئيس أركان الجيش والتزم بموعد إجراء الانتخابات." وأضافت: "اذا لم يستجب (مشرف) للمطالب بحلول التاسع من نوفمبر سنبدأ مسيرة طويلة من لاهور (غدا الجمعة)، ثم سننظم اعتصاما في إسلام آباد".
ويشكك مراقبون في مصداقية دعوة بوتو للاحتجاج ضد مشرف، مستدلين على ذلك بعدة تطورات آخرها سفر رئيسة الوزراء السابقة بحرية من مدينة كراتشي الجنوبية إلى إسلام آباد، بينما معظم قادة المعارضة معتقلون أو رهن الإقامة الجبرية أو مختبئون منذ فرض حالة الطوارئ.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تُعِدّ بوتو لتولي منصب مشرف الحليف الوثيق لواشنطن، ومن المثير للدهشة، بحسب هؤلاء المراقبين، أن أيًّا من قادة حزب الشعب الباكستاني بزعامة بوتو لم يتعرض للاعتقال حتى الآن. وكانت بوتو قد ذكرت لمجلة "تايم" الأمريكية أول من أمس أنها لم تلغِ المفاوضات مع مشرف بشأن صفقة لمشاركة السلطة ترعاها الولايات المتحدة.