أنت هنا

27 شوال 1428
المسلم - صحف

أعلنت سلطات إقليم كردستان العراق اليوم عن توقيعها لسبعة عقود نفطية ‏جديدة مع شركات أجنبية، الأمر الذي أثار حفيظة حكومة بغداد التي ‏تعارض مثل هذه الاتفاقات في ظل غياب قانون وطني للنفط.
وصرحت حكومة إقليم كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي بإبرامها اتفاقيتين مع ‏شركة نمساوية للتنقيب عن النفط، وبينت أن العقدين يتعلقان بحقلي مالا ‏عمر وشوريش في محافظة أربيل.
وكشفت السلطات الكردستانية كذلك عن توقيعها لعقدين آخرين لاستغلال ‏حقل "اكري-بيجيل" في محافظة دهوك لشركة مجرية، كما منح عقد ‏استغلال حقل شايكان في محافظة دهوك إلى شركات غلف كيستون ‏وتكساس كيستون وكاليغران الأمريكية.
وحظيت شركة رلاينس انرجي الهندية على حق استخراج النفط من حقلي ‏روفي وسارتا، فيما منح عقد لاستغلال حقل آخر في محافظة دهوك لشركة ‏غربية، حسب البيان الذي لم يكشف عن تفاصيل أخرى بشأن هذه الاتفاقات.
وأضاف البيان أن عقودًا أخرى لأربعة حقول في السليمانية وأربيل قد تم ‏منحها لشركة حكومية كردية للتنقيب والإنتاج .
وأوضحت حكومة الإقليم أن العراق سيحصل على 85% من عائدات العقود ‏فيما ستحصل الشركات المتعاقدة على النسبة المتبقية.
وبيّن "اشتي حورماي" وزير الموارد الطبيعية في الإقليم أنه بالتوقيع على ‏هذه العقود يصبح عدد الشركات العاملة في قطاع النفط في الإقليم 20 ‏شركة، مبينًا أن هناك "اهتمام كبير من شركات أجنبية بـ24 حقلاً آخرين ‏في الإقليم، وأنه ستصدر في القريب المزيد من الإعلانات حول هذا الأمر".
وبهذه العقود المعلن عنها تكون عدد الصفقات التي أبرمها إقليم كردستان ‏العراق قد بلغت الـ 15 صفقة، وذلك منذ إصدار الإقليم لقانون النفط ‏الخاص به في أغسطس الماضي.
وأشار بيان حكومة أربيل كذلك إلى توقيع الحكومة بالأحرف الأولى على ‏عقد مع شركة حكومية لإنشاء مصفاة لتكرير 50 ألف برميل من النفط الخام ‏يوميًا من حقل خورمالا.
وأكد حورامي أن هذه العقود ستساعد حكومة كردستان العراق على تحقيق ‏هدفها بإنتاج مليون برميل نفط يوميًا.
وأضاف "أن هذا المستوى الجديد من أنشطة التنقيب والإنتاج في إقليم ‏كردستان سيستقطب الاستثمارات لباقي أنحاء العراق عندما يتم إقرار قانون ‏شفاف وملائم للمستثمرين، ودستوري بشأن النفط والغاز في العراق".
وكانت حكومة المالكي قد حثت حكومة إقليم كردستان على عدم توقيع أي ‏عقود إلى حين إقرار قانون جديد للنفط العراقي في البرلمان.
وشدد وزير النفط العراقي حسين شهرستاني على أن جميع عقود النفط ‏الموقعة قبل إقرار قانون النفط العراقي تعتبر "غير قانونية".
وسبق للشهرستاني أن عارض في سبتمبر الماضي توقيع الحكومة ‏الكردستانية عقدًا مع شركة "هانت اويل" الأمريكية للنفط كأول عقد تمنحه ‏أي سلطة عراقية لشركة أجنبية منذ فرض العقوبات الدولية على العراق في ‏العام 1990، حيث وصفه بأنه "غير قانوني" الأمر الذي أثار غضب ‏البرلمانيين الأكراد الذين طالبوا باستقالته.
وأرسل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمسودة قانون النفط والغاز ‏للبرلمان العراقي بعد مصادقة مجلس الوزراء عليها، حيث يتوقع التصويت ‏على القانون قبل نهاية هذا العام.
ويقضي قانون النفط الجديد بتوزيع الثروة النفطية بالعراق على أطياف ‏الشعب العراقي، فيما يخشى المسلمون السنة بالعراق من حرمانهم من ‏الثروة النفطية، لكون مخزونات النفط مركزة في الشمال الكردي من جهة، ‏ولتركز السلطة بيد حكومة الماكلي الشيعية من جهة أخرى .‏
ويعلن الأكراد عن موافقتهم تقسم عائدات النفط مع الحكومة العراقية بحيث ‏يحتفظون بنسبة لا تتجاوز 17% من عمليات النفط في مناطقهم، بينما يتم ‏تحويل النسبة الباقية للحكومة المركزية في بغداد.‏