أنت هنا

27 شوال 1428
المسلم - وكالات

فرضت السلطات السورية لوائح جديدة أكثر صرامة فيما يخص العراقيين ‏الذين يحاولون المرور إلى أراضيها عبر معابرها الحدودية مع العراق .‏
وشهد معبر الوليد الحدودي اليوم أعدادًا كبيرة من العراقيين الذين افترشوا ‏حقائبهم في انتظار فرصة للعبور وسط يأس متزايد من لقاء أفراد أسرهم ‏وعوائلهم الذين تمكنوا قبل ذلك من العبور، حيث أفاد بعضهم ببقائه على ‏تلك الحال منذ عشرة أيام .‏
ومن المعلوم أن أعدادًا هائلة من العراقيين، تقدر بالملايين، قد فروا من ‏المدن العراقية جراء العنف المتفشي هناك، منذ الاحتلال الأمريكي للعراق ‏عام 2003، فضلاً عن الجرائم البشعة التي مارستها الميليشيات الشيعية ‏بحق المدنيين السنة هناك، إلا أن اللوائح السورية الجديدة زادت من عناء ‏هؤلاء اللاجئين .‏
يذكر أن قرابة المليوني عراقي قد لجئوا فعليًا إلى الأراضي السورية عبر ‏المعابر الحدودية بين البلدين، حيث تحتجز السلطات السورية أغلبهم على ‏الحدود بعد أن أبدى السكان السوريون غضبهم بسبب ما ألم بهم من موجات ‏الغلاء جراء وصول أعداد كبيرة منهم للبلاد .‏
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فإن قرابة الـ 4.4 مليون عراقي قد ‏غادروا العراق أو نزح بعضهم داخليا. ‏
وتسبب تطبيق السلطات السورية للوائحها الصارمة على معابرها الحدودية ‏مطلع الشهر الماضي إلى انخفاض حاد في أعداد المارين من اللاجئين ‏العراقيين إلى الأراضي السورية، في وقت وصل فيه أعداد المارين عبر ‏هذه المنافذ من العراقيين يقترب من الستة آلاف لاجيء يوميًا .‏
جدير بالذكر أيضًا أن الأردن الذي يعيش به قرابة الـ 750 ألف عراقي قد ‏سبق وشدد قيوده على معابره الحدودية مع العراق .‏
وناشدت جماعات دولية حقوقية وأخرى تختص بشئون اللاجئين والدفاع ‏عنهم المجتمع الدولي لبذل مزيد من الدعم لدور جوار العراق وبخاصة ‏سوريا لتخفيف حدة الضغط الذي تعاني منه جراء هذا اللجوء الجماعي، فيما ‏أعرب السودان عن موافقته على تلقي أعدادًا من هؤلاء اللاجئين على ‏أراضيه .‏
وتفسر هذه الأوضاع ما صرح به المتحدث الرسمي لخطة أمن بغداد في ‏وقت سابق اليوم من عودة أكثر من 46 ألف عراقي إلى البلاد خلال شهر ‏أكتوبر الماضي فقط، ناسبًا سبب عودتهم إلى تحسن الوضع الأمني بشكل ‏ملحوظ، جراء الانخفاض الكبير في مستوى العمليات "الإرهابية" في أغلب ‏قواطع العاصمة بغداد . ‏
وعزا الموسوي هذا التطور إلى الأداء الجيد وزيادة القدرات القتالية للقوات ‏العراقية المسلحة المنفذة لخطة "فرض القانون" وكذلك تعاون المواطنين مع ‏الأجهزة الأمنية، على حد ادعائه .‏