
اندلع قتال عنيف في العاصمة الصومالية مقديشو فجر اليوم وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما أكدت مفوضية اللاجئين الأممية نزوح آلاف السكان عن المدينة بسبب العنف .
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية فإن القتال الدائر بين المقاومة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبية المساندة للحكومة الصومالية شمل استخدام القذائف المدفعية والقنابل الصاروخية والأسلحة الخفيفة .
وأفادت الهيئة أن السكان المحليين قد شاركوا في إطلاق النار على القوات الإثيوبية المحتلة التي نقلت تعزيزات عسكرية إلى مقديشو وشنت هجمات في ثلاثة أحياء في المدينة بالقرب من الاستاد الرياضي.
ووصف شهود العيان القتال الدائر في العاصمة مقديشو بأنه الأعنف منذ بدء مقاومة المحتل الإثيوبي وأن آلاف الصوماليين يغادرون المدينة على الأقدام أو وسائل النقل البدائية.
ومن جهة أخرى أكدت الإحصاءات الرسمية التي كشفت عنها مفوضية الأمم المتحدة أمس أن 88ألفًا من سكان العاصمة الصومالية مقديشو قد فروا منها أو نزحوا إلى أماكن أخرى أكثر أمنًا داخل المدينة بسبب المعارك والاشتباكات الدامية التي دارت قبل ثلاثة أيام بين المقاومة الصومالية وقوات الاحتلال الإثيوبية.
في الوقت ذاته أعربت المنظمات الإغاثية عن بالغ قلقها بسبب تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية لسكان العاصمة مقديشو.
وأضافت المفوضية أن المعلومات التي وصلتها تفيد بهروب حوالي 46 ألف شخص بسبب أعمال العنف منذ السبت الماضي، وأنهم أقاموا على الطريق بين مقديشو وبلدة أفغوي التي تبعد 30 كم غربي العاصمة، فيما نزح قرابة 17 ألف شخص داخل العاصمة نفسها بحثًا عن أحياء أكثر استقرارًا.
ومن جهة أخرى اتفقت 40 منظمة إغاثية أمس على عدم قدرتها على أداء أعمالها حيث لم يعودوا قادرين على الوصول إلى المدنيين بسبب تدهور الأوضاع الأمنية على الأرض .
ودعت تلك المنظمات المجتمع الدولي للتدخل بشكل عاجل في الصومال من أجل المدنيين، حيث وصفت الانعدام الأمني هناك بأنه وصل منتهاه .
واعتبرت المنظمات أن المعارك قد تسبب كذلك في تفاقم الوضع الإنساني خصوصاً في مقديشو والمناطق المجاورة لها حيث تشير العديد من الحالات إلى وجود سوء تغذية .
وكانت إثيوبيا قد أقدمت على احتلال الصومال بدعم أمريكي، وذلك لإيقاف سيطرة قوات المحاكم الإسلامية هناك، والتي لم تتخط مدة حكمها الستة أشهر، حيث استطاعت خلال هذه الأشهر الست تأمين البر والبحر وافتتاح مطار العاصمة مقديشيو بعد إغلاقة لأكثر من عشر سنوات .