
ذكر شهود عيان قيام المدفعية التركية بإطلاق عدد من القذائف على قرية تقع فى شمال العراق فى وقت متأخر من مساء أمس السبت.
وأكد الشهود أن سبع قذائف على الأقل سقطت على قرية "نزدور" التى تبعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود التركية فى محافظة دهوك.
ولم ترد أية تقارير رسمية حتى الآن تشير إلى القصف ولا نتائجه .
واعتادت تركيا قصف الحدود الجبلية بشكل روتيني لترهيب العناصر الإرهابية لحزب العمال الكردستاني وتأمين حدودها، وكان القصف الأخير قبيل سعي الحكومة التركية للحصول على موافقة البرلمان على شن عميلة كبرى فى جبال شمال العراق.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد دعت تركيا أمس لضبط النفس وعدم التعجل في القيام بعملية عسكرية كبيرة فى شمال العراق، محذرة من نتائج ذلك .
ومن جهة أخرى توجه مسئولان أمريكيان كبيران اليوم إلى تركيا فى محاولة لتخفيف التوتر بعد موافقة لجنة بالكونجرس على وصف قتل الأرمن على يد العثمانيين عام 1915 بأنه "إبادة جماعية"، وهو الأمر الذي تنفيه تركيا .
ويرى بعض المراقبين أن قرار الكونجرس من شأنه أن يضعف علاقات واشنطن بأنقرة ويزيد من احتمال شن تركيا لعملية توغل عسكرية شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد.
وأقرت رايس بوجود توتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن بعد التصويت على مشروع القرار لكنها أكدت على "أن إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش ستواصل الجهود لمنع صدور القرار من الكونجرس".
وأضافت للصحفيين" انه وقت عصيب..ليس وقتا سهلا بالنسبة للعلاقات وكان الامر متوقعا تماما".
ويتوقع محللون ودبلوماسيون أن تمنع أنقرة واشنطن من قاعدة أنجرليك الجوية وتمنع الطائرات الأمريكية من دخول المجال الجوي التركي وتوقف التدريبات العسكرية المشتركة.
وتعتمد الولايات المتحدة بشدة على قواعد تركية فى إمداد قواتها المحتلة للأراضي العراقية والتي تقدر بأكثر من 160 ألف جندى .
وتشكو أنقرة منذ فترة طويلة من أن واشنطن لم تبذل الجهد الكافي، سواء من جانبها أو من خلال الحكومة العراقية، لوقف الهجمات الإرهابية لمتمردي حزب العمال الكردستانى الذين يتخذون من شمال العراق قاعدة لمهاجمة أهداف تركية.
وكان حزب العمال الكردستاني قد صرح يوم الجمعة الماضية بأن متمرديه يعبرون الحدود عائدين إلى تركيا لاستهداف ساسة وأفراد الشرطة بعد طرح احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود.
وتلقى تركيا بالمسئولية على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ بدأت الجماعة صراعها المسلح عام 1984 من أجل إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا.