
أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس السبت أنه لن يدعو إلى انتخابات تشريعية مبكرة هذا الخريف.
وجاءت تصريحات براون خلال حديث قصير لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، حيث قال: "لن أدعو إلى انتخابات مبكرة".
وزعم براون أنه يأمل في انتخابات تستند إلى "رؤيته للتغيير" وليس إلى "الكفاءة" في إدارة الأزمات، في إشارة منه للسبب وراء إرجائه الدعوة لانتخابات مبكرة .
ومن جهته طالب ديفيد كامرون زعيم حزب المحافظين في بريطانيا، المنافس اللدود لحزب العمال الحاكم، أمس براون إلى وقف "المراوغة" والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
وكان مسئول بحكومة براون قد سبق وأعلن أن حزب العمال الحاكم قد أصبح من القوة بمكان، من الناحية المالية والقدرة التنظيمية التي تؤهله للذهاب إلى صناديق الاقتراع وخوض الانتخابات العامة في أي وقت، مرجحًا احتمال إجراء الانتخابات في شهر أكتوبر الجاري.
ويرى المراقبون أن براون قد برع في مواجهة العديد من الأحداث التي مرت ببريطانيا منذ أيامه الأولى في الحكم، والتي منها المحاولات التفجيرية في لندن ومطار جلاسجو، ثم الفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق بريطانيا، وما تبع ذلك من إصابة الماشية البريطانية بمرض الحمى القلاعية.
إلا أن الطوابير التي حوت آلاف البريطانيين أمام أحد أكبر البنوك البريطانية محاولين استرداد مدخراتهم، في حدث غير مسبوق، قد أحرج حكومة براون، مسئول الاقتصاد الأول في بريطانيا طيلة عشر سنوات، حيث اضطر إلى التدخل وضمان حقوق المدخرين.
وعلى الرغم من تقدم براون في استطلاعات الرأي إلا أنه يعلم أنها قد تتغير بأسرع مما يمكن تخيله إذا تفاقمت الأحوال المصرفية في البلاد، فقد يجد نفسه ألعوبة في يد الأحداث، التي قد تأتي بما لا تشتهيه السفن.
وقد وصفت الصحافة البريطانية خيارات براون بشأن الانتخابات بأنها تحمل في طياتها المخاطر فإما أن يخاطر براون بالظهور كمغفل في حال دعوته لانتخابات مبكرة، كما أنه سيبدو جبانًا في حال لم يدعو لإجرائها .
ومن جهة أخرى أوضح بعض الصحفيين البريطانيين أن وجود حزب العمال في السلطة لفترة طويلة تزيد عن العشر سنين، أمر عادة ما يصاحبه في النهاية شعار "جاء الوقت للتغيير".
وكان براون قد خلف سلفه توني بلير في عملية تفويض داخل حزب العمال دون إجراء انتخابات عامة في السابع والعشرين من يونيو الماضي، بعد عقد من الزمن أمضاه بلير في السلطة.