أنت هنا

26 رمضان 1428
المسلم - صحف

أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس السبت أنه لن يدعو إلى ‏انتخابات تشريعية مبكرة هذا الخريف.‏
وجاءت تصريحات براون خلال حديث قصير لتلفزيون هيئة الإذاعة ‏البريطانية "بي.بي.سي"، حيث قال: "لن أدعو إلى انتخابات مبكرة". ‏
وزعم براون أنه يأمل في انتخابات تستند إلى "رؤيته للتغيير" وليس إلى ‏‏"الكفاءة" في إدارة الأزمات، في إشارة منه للسبب وراء إرجائه الدعوة ‏لانتخابات مبكرة .‏
ومن جهته طالب ديفيد كامرون زعيم حزب المحافظين في بريطانيا، ‏المنافس اللدود لحزب العمال الحاكم، أمس براون إلى وقف "المراوغة" ‏والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة. ‏
وكان مسئول بحكومة براون قد سبق وأعلن أن حزب العمال الحاكم قد ‏أصبح من القوة بمكان، من الناحية المالية والقدرة التنظيمية التي تؤهله ‏للذهاب إلى صناديق الاقتراع وخوض الانتخابات العامة في أي وقت، ‏مرجحًا احتمال إجراء الانتخابات في شهر أكتوبر الجاري.
ويرى المراقبون أن براون قد برع في مواجهة العديد من الأحداث التي ‏مرت ببريطانيا منذ أيامه الأولى في الحكم، والتي منها المحاولات التفجيرية ‏في لندن ومطار جلاسجو، ثم الفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق ‏بريطانيا، وما تبع ذلك من إصابة الماشية البريطانية بمرض الحمى ‏القلاعية. ‏
إلا أن الطوابير التي حوت آلاف البريطانيين أمام أحد أكبر البنوك ‏البريطانية محاولين استرداد مدخراتهم، في حدث غير مسبوق، قد أحرج ‏حكومة براون، مسئول الاقتصاد الأول في بريطانيا طيلة عشر سنوات، ‏حيث اضطر إلى التدخل وضمان حقوق المدخرين. ‏
وعلى الرغم من تقدم براون في استطلاعات الرأي إلا أنه يعلم أنها قد تتغير ‏بأسرع مما يمكن تخيله إذا تفاقمت الأحوال المصرفية في البلاد، فقد يجد ‏نفسه ألعوبة في يد الأحداث، التي قد تأتي بما لا تشتهيه السفن.‏
وقد وصفت الصحافة البريطانية خيارات براون بشأن الانتخابات بأنها تحمل ‏في طياتها المخاطر فإما أن يخاطر براون بالظهور كمغفل في حال دعوته ‏لانتخابات مبكرة، كما أنه سيبدو جبانًا في حال لم يدعو لإجرائها .‏
ومن جهة أخرى أوضح بعض الصحفيين البريطانيين أن وجود حزب ‏العمال في السلطة لفترة طويلة تزيد عن العشر سنين، أمر عادة ما يصاحبه ‏في النهاية شعار "جاء الوقت للتغيير".‏
وكان براون قد خلف سلفه توني بلير في عملية تفويض داخل حزب العمال ‏دون إجراء انتخابات عامة في السابع والعشرين من يونيو الماضي، بعد عقد ‏من الزمن أمضاه بلير في السلطة.‏