أنت هنا

25 رمضان 1428
المسلم - وكالات

أكد رئيس هيئة النزاهة السابق راضي الراضي أن حكومة رئيس الوزراء ‏نوري المالكي قد عرقلت كافة التحقيقات الجارية حول فساد مسئولين على‏‎ ‎أعلى المستويات بتلك الإدارة .‏
وأضاف الراضي أن جميع التحقيقات التي تخص فساد المسئولين بحكومة ‏المالكي وتلك المرتبطة بأقاربه، أو بأحد من أفراد عوائلهم قد تمت عرقلتها.‏
وقال الراضي أمس في جلسة استماع له أمام كبير المحققين في قضايا ‏الفساد بلجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي: إن‎ ‎المالكي رفض أن يعترف ‏باستقلالية لجنة النزاهة العامة، التي تشكلت عام 2004، على‎ ‎الرغم من أن ‏الاستقلالية تضمنها الدستور العراقي. ‏
وأوضح الراضي أن المالكي منع تحويل قضايا لجنة النزاهة إلى المحكمة ‏‏"إلا إذا‎ ‎تسلمنا موافقة من الوزير الخاص بتلك الدائرة التي نقوم بالتحقيق في ‏شئونها" .‏‎

وبين أنه بالنسبة للوزراء الفاسدين فإنه لا يمكن رفع قضايا ضدهم من دون ‏موافقة‎ ‎المالكي شخصيًا، وخاصة في قضايا الفساد المتعلقة بالنفط التي قال ‏عنها إنها "أدت إلى‎ ‎تمويل الإرهاب بشكل فعال من قبل وزارة النفط عبر ‏هذه الميليشيات" التي تسيطر على‏‎ ‎نقل وتوزيع النفط‎.

وقال راضي إن محققيه كشفوا عن فساد "متفشٍ" في الوزارات‎ ‎العراقية، ‏كلف البلد مبلغا يصل الى 18 مليار دولار، لكن لم يتم إصدار حكم إلا في‏‎ ‎‎241 ‎‏ قضية فساد من بين 3000 تم تحويلها إلى المحاكم‏‎.

وقال راضي: "نحن تعلمنا‎ ‎بأشق الطرق حقيقة أن الفساد لن يتوقف عند أي ‏شيء. إنهم فاسدون جدًا إلى الحد الذي‎ ‎يجعلهم يهاجمون متهميهم وعوائلهم ‏بالبنادق وكلابات تعليق اللحوم، إضافة إلى توجيه‎ ‎تهم ضد المعنيين بمكافحة ‏الفساد" .‏‎

وذكر راضي كيف أن واحدًا من كوادره "قُتل‎ ‎بالرصاص هو وزوجته ‏الحامل في سبعة شهور"، كذلك وجد والد كبير حراسه الأمنيين مقتولاً‎ ‎ومعلقا بكلاب لحوم، وكيف أن جسد والد موظف آخر عنده تعرض إلى ‏التثقيب بواسطة مثقاب‎ ‎كهربائي‎.
ودعم الراضي شهادته بوثائق تم إصدارها من قبل لجنة النزاهة‎ ‎العامة، ‏والتي أثبتت أن مكتب المالكي أعاق التحقيقات الجارية بشأن الفساد الحكومي ‏‏.‏
وأورد الراضي تقييمات لحكومة المالكي جاءت ضمن تقرير‎ ‎أصدره مكتب ‏محاسبة الحكومة، الأميركي، ووكذلك الشهادة التي قدمها ستيوارت باون ‏المفتش‎ ‎العام المسئول عن إعادة إعمار العراق، وكلاهما جاء مطابقًا لما ‏ذكره الراضي.‏‎
وكان الراضي قد فر مؤخرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد اتهامه ‏بالفساد واختلاس أوال الدولة وشراء وبيع عقارات لا تخصه، بعد تزوير ‏عقود ملكيتها، وهو ما ينفيه الراضي عن نفسه، ويدعي أن حكومة المالكي ‏تسعى للتخلص منه بعد كشفه لفساد رجالاتها، فيما تطالب الحكومة العراقية ‏الإنتربول الدولي بالقبض عليه وإعادته للعراق لمحاكمته .‏