أنت هنا

21 رمضان 1428
المسلم - وكالات

اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الإدارة الأمريكية بدعم حزب العمال الكردستاني، موضحًا أن الحزب الإرهابي قد بات يملك الدبابات والمدافع الأميركية .
وأبدى أردوجان الذي يزور أمريكا حاليًا استنكاره لموقف أمريكا ضد حليفتها تركيا، وقال إن الشعب التركي سئم من وعود الإدارة الأمريكية ومسئوليها، وطالب واشنطن باتخاذ مواقف عملية سريعة ضد عناصر الحزب الكردستاني في شمال العراق .
وكان قائد القوات البرية التركية الفريق "ايلكار باشبوغ" قد صرح قبل أيام بأن الجيش التركي بصدد خلق مشاكل لأميركا في العراق إذا استمرت في دعمها للأكراد .
ومن جهته رفض توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأميركية اتهامات كلاً من أردوجان وباشبوغ.
وحول السلاح الأمريكي المتواجد لدى عناصر حزب العمال الكردستاني أشار كيسي إلى اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بضياع مئات الآلاف من الأسلحة في العراق.
وتمثل الانتقادات التركية رفضًا واضحًا لسياسات أميركا في العراق والمنطقة عمومًا، حيث سبق ورفض البرلمان التركي في مارس 2003 إبان الحرب على العراق نشر القوات الأميركية في تركيا.
يذكر كذلك توجيه أردوجان انتقاداته لواشنطن بسبب أجندتها في العراق ومع "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني، وعدوانها على لبنان واغتيالها للشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي.
وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن منذ محاولات المنظمات الأرمينية إمرار مشروع قانون من الكونجرس يعترف بالمجازر التي يدعي الأرمن تورط الأتراك فيها ضدهم عام 1915 .
وتصر الدولة التركية على سياساتها تجاه إيران وسوريا حيث ترى فيها ضرورة ملحة لحماية مصالحها الوطنية والقومية، خصوصًا مع استمرار القلق التركي الرسمي والشعبي من سياسات واشنطن في العراق.
ويتخوف الأتراك أيضًا من مشروع تقسيم العراق وإقامة دولة كردية مستقلة في شماله، لما سترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة على تركيا التي يعيش فيها حوالي 15 مليون كردي.
وتحرص حكومة أردوجان على تطوير علاقاتها بدول المنطقة والأخرى المعنية بالملف العراقي والفلسطيني واللبناني بعد أن تأكد لها سعي واشنطن وتل أبيب لإحلال الفوضى في المنطقة المجاورة لتركيا والمؤثرة في مجمل معطياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية.
وهذا ما يفسر انتقادات أردوجان لسياسات واشنطن، في الوقت الذي يدافع فيه عن دمشق ويرفض الرأي الغربي حول ملف إيران النووي متهمًا "واشنطن وحلفاءها" بالازدواجية لامتلاط "إسرائيل" سلاحًا نوويًا.