
اغتيل إمام مسجد في مدينة حلب السورية، بالرصاص، بعد خروجه من صلاة الجمعة أمس، لاعتقاد القاتل الذي كان سجينا لدى القوات الأمريكية في العراق وأُطلق سراحه مؤخرا أنه "كان عميلا للأمريكيين".
وقال شهود عيان إن رجلا ترجل من سيارة وأطلق النار على الشيخ محمود القعقاع التميمي (واسمه الحقيقي محمود الغاصي) من مدفع رشاش عدة مرات أمام مسجده في مدينة حلب الشمالية السورية بعد الانتهاء من صلاة الجمعة أمس.
ولقي القعقاع حتفه بعد ساعات في المستشفى، بعدما أصيب في رأسه وبطنه. وقال مقربون من القتيل إن مهاجمه حاول الفرار بعد إطلاق النار لكنهم طاردوه وتمكنوا من الإمساك به.
ويعتقد على نطاق واسع بين صفوف المقاومة في العراق أن "أبو القعقاع" كان عميلا للحكومة السورية، استخدمته السلطات للتعاطي مع المشاعر المعادية للأمريكيين، وإنه كان يبلغ الحكومة في الوقت نفسه عما يقوم به الجهاديون الذين كان يجندهم لإرسالهم للعراق، والذين ألقي القبض على عدد كبير منهم بعد دخولهم العراق وجرى تسليمهم لقوات الاحتلال الأمريكية، ويستدلون على "عمالته" بتعيين الحكومة السورية "العلوية" له مديرا لمدرسة دينية في العام الماضي، وسماحها له بالأنشطة العلنية على الرغم من موقفها المعروف من الأنشطة الإسلامية والحرب التي تشنها ضد الأغلبية السنية منذ عقود.
وكان أبو القعقاع قد سافر إلى اليمن في بداية 2005 قبل أن يعود إلى سوريا، حيث أسس مجموعة تدعى "غرباء الشام" وجهت دعوات علنية للجهاد في العراق وانضم إليها المئات من الشباب العرب والسوريين.
وكان "أبو القعقاع" قد اختفى من على الساحة في حلب العام الماضي، وعاد هذا العام بعدما أصبح مديرا لمدرسة دينية رسمية (الثانوية الشرعية) تشرف عليها الحكومة السورية التي تسيطر عليها الأقلية العلوية، بالإضافة إلى عمله إماما في مسجد في الجزء الشمالي من مدينة حلب.
وقد ولد "أبو القعقاع" (واسمه الحقيقي محمود الغاصي) في مدينة حلب السورية عام 1973، ودرس في الثانوية الشرعية بحلب، ثم كلية الشريعة بدمشق، وحصل على درجة الماجستر والدكتواره من الجامعة الإسلامية الباكستانية في كراتشي( تخرج فيها من فرع لها بسوريا).