
يوافق اليوم نهاية السنة السابعة لانتفاضة الأقصى المبارك والتي انطلقت احتجاجًا على زيارة استفزازية لرئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق آريل شارون للمسجد الأقصى .
وكانت الانتفاضة المباركة حال بدئها قد تسلحت بالحجارة وانتشرت على صورة مسيرات جماهيرية تنطلق من المدن باتجاه النقاط والحواجز "الإسرائيلية"، لتعيد بدم الجماهير الفلسطينية الأمل من جديد في الكرامة والحرية .
وامتدت هبّة الأقصى التي تمثلت في المواجهات الشعبية غير المسلحة لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى داخل أراضي عام 1948 .
وبسبب عامل الإيمان، صبر الفلسطينيون واستطاعوا إفشال مخطط لوزير الدفاع شارون وقتها كان يقضي بقمع الانتفاضة خلال مائة يوم، واستمرت الانتفاضة .
وظهر خلال الانتفاضة سلاح فلسطيني جديد تمثل في الاستشهاديين الذين استطاعوا الوصول إلى عمق الوجود "الإسرائيلي" باثين الرعب في هذا الكيان المحتل، وحينها تأرجح ميزان الدم بين الطرفين بعد أن كانت الدماء عربية خالصة .
وصمدت الانتفاضة المباركة بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما انفردت آلة الحرب الصهيونية بالفلسطينين، في ظل انشغال الإعلام العالمي بتلك الأحداث وما ترتب عليها من غزو أفغانستان، واجتاح الصهاينة بطائراتهم ودباباتهم كافة المدن الفلسطينية مدمرين ما تبقى من السلطة الوطنية، حيث احتجز الرئيس عرفات وحوصر حتى رحلته الأخيرة إلى فرنسا التي لم يعد منها حياً.
وقد حوت أجندة الانتفاضة أرقامًا تدلل على ما عانه ولا يزال يعانيه شعب فلسطين، وتشير إلى أن انتفاضة الأقصى تزداد اشتعالاً وانتشارًا كلما أراد المحتل الصهيوني تطويقها؛ ومن هذه الأرقام:
سقوط 4839 شهيداً فلسطينياً حتى الآن .
إصابة قرابة 30000، من بينهم 1500 إعاقة دائمة .
فصل الضفة تماماً عن قطاع غزة .
إقامة حواجز دائمة على مداخل جميع المدن الفلسطينية.
بناء جدار الفصل الذي سلخ أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية.
تراجع نصيب الفرد من الناتج المحلي بنسبة 23%.
تغيير 19.5% من الشعب الفلسطيني لمحل إقامته بسبب إجراءات الاحتلال سواء الانتقال داخل فلسطين أو الهجرة للخارج.
ارتفاع نسبة البطالة إلى 42.4% .
ارتفاع نسبة الفقر إلى 30.8%.
تضرر العملية التعليمية حيث قصفت 297 مدرسة فلسطينية .
اعتقال أكثر من 50000 أسير فلسطيني خلال الانتفاضة .
وجود أكثر من 11000 من معتقلي الانتفاضة داخل السجون "الإسرائيلية" حتى الآن .
وأثمرت تلك التضحيات العديد من الإيجابيات منها:
تأبين اتفاقات أوسلو وما تفرع عنها .
وضع "التسوية السلمية" في وضعها الحقيقي وكشف عوارها بأنها مشروع صهيوني أمريكي للهيمنة على المنطقة .
انتشار التصورات الإسلامية الصحيحة والتي أثمرت وصول حماس للسلطة .
كسر الحواجز القطرية على المستوى الشعبي، حيث تضامنت الشعوب الإسلامية والعربية كلها مع الانتفاضة.
ويأمل القائمون على الانتفاضة ومن ورائهم قلوب العالم الإسلامي والعربي أن يشهد العام الثامن لها بداية أمل جديد للشعب الفلسطيني، ليتم تصحيح المسار والاتجاه