
يبدأ في لبنان اليوم العمل بالمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية كخلف للرئيس الحالي إميل لحود الذي تنتهي ولايته في 24 من شهر نوفمبر المقبل .
ويتطلع اللبنانيون إلى جلسة البرلمان التي دعا إليها نبيه بري رئيس المجلس النيابي غدًا، وسط تنبؤات بفشلها لعدم اكتمال نصاب ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 عضوًا من أصل 128، بحسب نص الدستور اللبناني بالنسبة إلى الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس.
ويرى المراقبون أن تلك الجلسة ستمثل اختبارًا صعبًا للسياسيين اللبنانيين في ظل خلافاتهم السياسية المتفاقمة، لاستمرار الخلافات المستحكمة بين "قوى 14 آذار" الموالية لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من جهة و"قوى 8 آذار" المعارضة لها من الجهة الأخرى.
ويجري بري عددًا من المشاورات بدأها بالرئيس الأسبق أمين الجميل، ويتوقع لقائه بالبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ثم برئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري في محاولة لدعم جلسة الغد .
وتحاول القوى السياسية الموالية والمعارضة إلى إظهار تمسكها بخيار التسوية، آملة في أن تكون جلسة الغد منطلقاً لمشاورات جدية للتوافق على اسم الرئيس المقبل للجمهورية.
ووصف بري اجتماعه مع الجميل بأنه "ليس جيدًا فحسب، بل كان ممتازًا"، فيما تمنى الجميل أن تكون جلسة الغد مدخلاً للحوار، داعيا إلى أن تكون جلسة تشاور بين جميع القيادات.
ومن جهة أخرى أبدى المرشح لرئاسة الجمهورية النائب روبير غانم ارتياحه إلى ما أسماه "بتبلور المناخ الحواري"، ورأى أن لقاء بري والجميل "دليل على أن بري لا يزال ماضيًا في مبادرته على رغم رسائل القتل الهادفة إلى وأدها".
ويتوقع حضور نواب الأكثرية من قوى 14 آذار لجلسة الغد، فيما لم يحدد نواب المعارضة قرارهم بعد، فيما ينتظر الجميع قرار كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله، وكتلة التغيير والإصلاح التي يترأسها النائب العماد ميشال عون .
وعلى الصعيد ذاته أعلن وزير الاتصالات مروان حمادة أن المنطقة المحيطة بالمجلس ستعلن "منطقة عسكرية ابتداء من صباح اليوم".
وتمنى عضو اللقاء الديمقراطي النائب فؤاد السعد الوصول إلى التوافق حول اسم المرشح في جلسة الغد، لافتاً إلى أنه "إذا لم يحصل التوافق ستتأجل الجلسة بطريقة أو بأخرى".
وأكد عضو اللقاء النائب أكرم شهيب على أن "جلسة الغد مطلب وطني واضح، والأكثرية ستكون هناك لانتخاب رئيس"، مؤملاً حضور كتلة بري ومشاركتها في التصويت .
ورجح عضو اللقاء النائب وائل أبو فاعور الأخذ بالغالبية المطلقة "النصف + 1" خاصة بعد اغتيال النائب غانم.
وفي مقابله، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن "رئيس النصف زائد واحد هو رئيس فريق ولن يحكم ولو أيده العالم كله"، لافتاً إلى أن قوى المعارضة "ستضطر إلى سد الفراغ الرئاسي بالطرق السياسية المناسبة".
وطالب النائب إلياس عطا لله النواب والأكثرية بالتوجه إلى البرلمان غدًا لأن ذلك واجبهم، مشيرًا إلى أن التدابير الأمنية يجب أن تشمل محيط البرلمان وسط بيروت وكذا الطرق المؤدية إليه .