تناولت إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم موضوع كتاب من المتوقع صدوره الشهر المقبل حول الاتصالات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة و"إٍسرائيل" بعد غزو العراق، والصفقة التي عرضتها إيران عليهما.

ويروي الكتاب الأمريكي قصة «اتصالات» إيران مع أمريكا و"إسرائيل" في المرحلة الأولى من الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، حيث جرت حركة اتصالات "استثنائية" بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وإيران و"إسرائيل" من جهة ثانية، عرضت خلالها طهران «صفقة كبرى» رفضتها واشنطن، تتضمن دعم الاحتلال الأمريكي لأفغانستان ووقف دعم المجموعات التي تعادي "إسرائيل"، في إشارة إلى مجموعات المقاومة الفلسطينية.

ويتناول الكتاب الذي يحمل عنوان«التحالف الخبيث، أسرار التعاملات بين "إسرائيل" وإيران والولايات المتحدة»، والمتوقع صدوره عن جامعة ييل مطلع الشهر المقبل "قنوات الاتصال السرية في المثلث الأمريكي - الإيراني – "الإسرائيلي"، وتفاصيل «مؤتمر أثينا» العام 2003، الذي بدأ أكاديميا وتحول منبرا للتفاوض غير المباشر بين تل أبيب وطهران، إلى جانب تفاصيل اجتماعات مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، ويختزن الكتاب وثائق العرض الرسمي من إيران، ويستند إلى 130 مقابلة مع مسؤولين حاليين وسابقين، أجراها المؤلف تريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز بين 2001 و2007.

ويقول مؤلف الكتاب إنه بعد إسقاط النظام العراقي السابق، في آخر أبريل 2003 وقبل أيام من خطاب «انجاز المهمة» لبوش في أول مايو، وضع الإيرانيون مسودة «صفقة كبرى» لواشنطن أعدها سفير طهران لدى فرنسا آنذاك صادق خرازي، ووافق عليها آية الله خامنئي. كما استشار الإيرانيون فيها السفير السويسري في طهران تيم جولدمان الذي يعتبر «الوسيط التقليدي» بين البلدين.

وعرض الإيرانيون، في الصفقة، التعاون لمكافحة «القاعدة»، ووقف دعم بعض فصائل المقاومة الفلسطينية، ودعم الوجود الأمريكي في أفغانستان، فتح المنشآت النووية الإيرانية أمام المفتشين الدوليين، وتضمنت الصفقة أيضا قبولاً وتبنياً واضحاً لمبادرة السلام العربية. في المقابل طالبت طهران بإنهاء العقوبات الاقتصادية بالكامل، وغطلاق يدها في العراق تحت لافتة: احترام «المصالح الإيرانية في العراق» و "الروابط الدينية في النجف وكربلاء».
ويقول الكاتب إن اتصالات إيرانية – "إسرائيلية" جرت، في مؤتمر أكاديمي استضافته أثينا، وإن الجانب الإيراني كرر خلالها العرض نفسه.