
انتقد مؤتمر أسمرا المنعقد اليوم بمشاركة قيادات من المقاومة الصومالية، إضافة إلى سياسيين صوماليين، واشنطن بسبب دعمها الواضح لأديس أبابا ودفعها للتدخل في الشأن الصومالي لإزاحة المحاكم الإسلامية نيابة عنها نهاية العام الماضي .
وأكد المؤتمرون على أن واشنطن قد أطلقت الإشارات الخضراء لعملية الاحتلال الإثيوبية للصومال، كما أنها سهلت على ميليس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا تحريك آلاف الجنود لدخول الصومال.
وأوضح المتحدث باسم المؤتمر زكريا محمود عبدي أن جميع الوفود قد أعربوا عن قلقهم العميق بسبب الصمت الواضح واللامبالاة المتعمدة والمستمرة من المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة على الاحتلال الإثيوبي .
وقال عبدي في بيان ألقاه على الصحافيين في أسمرا: إن موجة العنف في العاصمة الصومالية مقديشو في تصاعد مستمر وهو ما ينبئ باحتمال وقوع حرب شاملة في القرن الصومالي وبشكل قريب .
يذكر أن مراقبي الشأن الإفريقي كانوا قد أشاروا بعبارات صريحة إلى ضلوع الاستخبارات العسكرية الأمريكية في الأحداث التي تسببت في سقوط المحاكم الإسلامية في الصومال واحتلال إثيوبيا لها، حيث لعبت دورًا محوريًا في نجاح القوات الإثيوبية على تحقيق الهدف المراد منها حتى الآن .
وتشهد العاصمة الصومالية مقديشيو منذ احتلال القوات الإثيوبية لها في ديسمبر 2006 حالة شديدة من التردي والانفلات الأمني المتمثل في هجمات المسلحين والتفجيرات والمفخخات ضد مواقع تلك القوات في مقديشو بشكل يومي.
وكان لتنامي قوة المحاكم الإسلامية في الصومال السبب الأكبر وراء المخطط الغربي الذي لعبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية الدور الأول، ولكنها خشيت من تكرار تجربتها المريرة بالصومال عام 1995، فأوعزت لإثيوبيا باحتلال الصومال، بحجة دعم الشرعية ممثلة في الحكومة الصومالية المؤقتة التي فقدت بالكلية أي دور في مقابل المحاكم الإسلامية التي سيطرت على كامل البلاد آنذاك .