
نشر أمس الجمعة تقرير أمريكي أظهر ارتفاع معدلات الشغب الجماعي في معتقل جوانتانامو الأمريكي رغم كل الاحتياطات والتشديدات الأمنية التي يمارسها جلادو المعتقل، فضلاً عن تحرير العشرات من السجناء خلال الأشهر القليلة الماضية .
وجاء التقرير تحت عنوان "خطر داخل الأسلاك الشائكة"، حيث أشار إلى رصد 385 حالة شغب جماعي خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري مقابل مائتي حالة العام الماضي.
واكتفى الناطق العسكري باسم قوة الأمن المسيطرة على المعتقل، العقيد أيد بوش بوصف حالات الشغب بأنها تضمنت اعتداءات أو "أشكالاً أخرى" منها، ولم يعط أية تفاصيل أخرى .
وشدد بوش على أن تصنيف "الشغب الجماعي" لا يتضمن إضراب المعتقلين عن الطعام، في إشارة إلى أن الإضراب عن الطعام نوع من الشغب السلمي .
وأوضح التقرير أن المعتقلين يستعملون الفضلات والسوائل البشرية في "إيذاء" الحراس، فيما قال العقيد بروس فارجو، قائد مجموعة المعتقلات المشتركة في جوانتانامو: إنهم "يواصلون شن حرب بتوظيف كافة التكتيكات لإيذاء الحراس أو جذب الأنظار الدولية إليهم من أجل إطلاق سراحهم وعودتهم للقتال" .
ومن جهتهم ندد بعض محامي المعتقلين بالتقرير، وقال ديفيد ريميس، الذي زار عددًا من موكليه في أغسطس المنقضي "بالطبع أي تصرف جماعي يقوم على ما يصفوه هم بالشغب الجماعي، وهو رد على فعل قائم لا أحد على دراية به" .
ورغم ارتفاع محاولات الشغب كما ورد بالإحصائية إلا أن إدارة المعتقل وصفت الأوضاع بأنها تمتاز بالهدوء النسبي مقارنة بعام 2006 الذي شهد انتحار ثلاثة معتقلين وعملية شغب دفعت بالإدارة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية .
وكان الجيش الأمريكي قد أطلق سراح 100 معتقل من جوانتامامو فيما يواصل التحفظ على بقية المعتقلين تحت إجراءات أمنية مشددة، حيث وصفت أطقم الدفاع عن المعتقلين ظروف الاحتجاز بالقاسية، وقالت إنها تفرز السلوكيات التي يعاني منها المعتقل، وعلق أحدهم قائلاً "العزلة وفقدان الأمل تجعلهم محبطين".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد أعلنت في أغسطس الماضي اعتبار المعتقلين الأربعة عشر الذين تم نقلهم من سجون وكالة الاستخبارات الأمريكية السرية إلى معتقل جوانتانامو في خليج كوبا، أنهم "مقاتلين أعداء" وأنهم سيخضعون للمحاكمة.
وشدد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، على أن الولايات المتحدة لا يمكنها إغلاق معتقل جوانتانامو حتى توافق الدول الأخرى استقبال المعتقلين الباقين والبالغ عددهم 350 معتقلاً، زاعمًا أن "العديد من الناس لا يرغبون في استقبال قتلة بينهم" .
وتشمل قائمة الأربعة عشر، المشتبه في تخطيطهم لهجمات سبتمبر 2001، ومخطط الهجوم على البارجة "كول" والمتهمين بتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 .