أنت هنا

19 شعبان 1428
المسلم-"قدس نت":

قال باحث في قضايا الأسرى في تقرير أعده إن الكيان الصهيوني يستخدام الأسرى الفلسطينيين حقل تجارب للأدوية، وإن غالبية الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة بسبب ظروف الاعتقال والإهمال الطبي المتعمد.

وأكد عبد الناصر فروانة، الباحث المتخصص بقضايا الأسرى، ومدير دائرة الإحصاء بوزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ، في تقريره, أن سلطات الاحتلال تجري تجارب طبية على الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها، بشكل مخالف لكل المواثي والأعراف الدولية، مضيفا أن "الأسرى يستشهدون، ونحن فقط نفخر باستشهادهم، ونتغنى بصمودهم، دون أن نفعل شيئاً جوهرياً يوقف معاناتهم وينقذ حياتهم من الاستهتار المتواصل من قبل سلطات الاحتلال"، مشيراً إلى أن السنوات تمضي، ويستمر هذا المسلسل دون أن نضع حداً لتزايد أعدادهم وامتداد قائمتهم.

وذكر فراونة أنه، ومنذ العام 1967 ولغاية الآن استشهد في السجون "الإسرائيلية"، نتيجة الإهمال الطبي فقط ( 46 ) أسيراً منهم ( 15 ) أسيراً خلال انتفاضة الأقصى، وكان آخر من استشهد نتيجة الإهمال الطبي.

وأكد فروانة أن الاستهتار بحياة الأسرى وصل ذروته، وأصبح يشكل ظاهرة، نتيجة لغياب الرادع الحقيقي في ظل الصمت الدولي وغياب المؤسسات الحقوقية والدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، معرباً عن خشيته من أن يصبح استقبال الأسرى على توابيت الموت أمراً طبيعياً، ومشهداً مألوفاًً وخبراً صحافياً سهل استقباله.

وقال فراونة إن ما يزيد على ألف أسير، بينهم من يعانى من أمراض خطيرة جداً كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلى والسكري والشلل النصفي، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد كبير من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أطرافهم، وأن هؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.


وأكد الباحث أن جريمة استخدام الأسرى حقلا للتجارب الطبية تتم بغطاء قانوني وبواسطة وزارة الصحة "الإسرائيلية" التي تمارس الإشراف والمتابعة وإعداد الدراسات العلمية حول مدى استجابة الأسرى للأدوية والحقن والمواد الكيميائية التي يتعرضون لها، وأن هذه الممارسات تعكس وبصورة واضحة مقدار العنصرية التي يشهدها النظام "الإسرائيلي" ككل، وأشار إلى أمثلة كثيرة لأسرى وأسيرات حقنوا بإبر لم يروها من قبل، أدت لتساقط شعرهم وشعر وجههم للأبد، وهناك أسرى فقدوا أبصارهم وشعورهم، وآخرون فقدوا عقولهم، وآخرون حالتهم النفسية في تدهور مستمر، وآخرون يعانون من العقم وعدم القدرة على الإنجاب وغير ذلك.