
تشارك أربعة أحزاب إسلامية ولأول مرة على الساحة المغربية في الانتخابات البرلمانية القادمة، ممثلة في حزب العدالة والتنمية وحزب النهضة والفضيلة، وحزب البديل الحضاري، وحزب الأمة .
ويعد حزب العدالة والتنمية هو الممثل الوحيد للإسلاميين في البرلمان الحالي بـ43 مقعدًا، من إجمالي 325 مقعدًا، بينما يعتبر حزب النهضة والفضيلة صورة أخرى للعدالة والتنمية حيث خرج مؤسسه محمد الخاليدي من رحم حزب العدالة عام 2006 .
ويأتي حزب البديل الحضاري الذي تأسس بشكل غير رسمي في 1995 في المرتبة الثالثة، بينما يخوض أعضاء حزب الأمة الانتخابات المقبلة كمستقلين.
ويتوقع مشاركة 33 حزبًا في الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من شهر سبتمبر المقبل، حيث تتنافس هذه الأحزاب على أصوات 16 مليون ناخب مغربي مسجل، وتجري هذه الانتخابات لأول مرة وفق قانون الأحزاب الجديد عن طريق الاقتراع بقوائم محلية، وقائمة وطنية جرى العرف على تخصيصها للنساء.
وينص قانون الأحزاب على ضرورة احترام المكونات السياسية لثوابت الدولة المتمثلة في أنه "لا يمكن لأي حزب أن يستند أو أن يؤسس على أساس ديني أو لغوي أو عرقي" .
ومن جهته أعرب سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن تفائله بحصول حزبه على المرتبة الأولى داخل البرلمان، حيث برر حصول حزبه في انتخابات عام 2002 على المرتبة الثالثة بأن مشاركة حزبه كانت محدودة، مشيرًا إلى أن حزبه قد قرر تغطية جميع الدوائر الانتخابية هذه المرة.
ونتيجة لأن النظام الانتخابي المعمول به لا يمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية الساحقة فإن العثماني أعلن عن استعداد حزبه "للتحالف والتنسيق مع أي حزب، ومن باب أولى أن يكون ذلك مع أحزاب ذات المرجعية الإسلامية" .
في حين يرى محمد خاليدي الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية أن حزبه كجميع الأحزاب المغربية له خطه الإسلامي الذي يميزه، مؤكدًا على أن الاختلاف بينه وبين الأحزاب الإسلامية الأخرى يكمن في المنهج، مشيرًا إلى أن "العدالة والتنمية" حزب له وجهين، أحدهما لحركة إسلامية دعوية، والثاني لحزب سياسي إسلامي، مما جعله يقع في ازدواجية الخطاب السياسي.
وقال إن ترشيح العلماء في حزب النهضة والفضيلة بمثابة رد الاعتبار لأصحاب الحل والعقد في المجتمع المغربي، مطالبا جماعة العدل والإحسان بضرورة الانخراط والمساهمة في المشهد السياسي.
وأضاف أن التحالف مع أحزاب أخرى وارد في أبجديات حزبه شريطة وجود أرضية مشتركة وبرامج متفق عليها عبر مراحل.
ومن جانبه أكد المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري أن حزبه فضاء للإسلاميين التواقين للحرية والمساواة والعدل والديمقراطية، وتوقع أن تفاجئ حجم مشاركة حزبه الرأي العام المغربي.
وكشف محمد المرواني أمين عام حزب الأمة أن حزبه رغم عقد مؤتمره التأسيسي في 3 يونيو 2007 لا زال يتعرض لما يحول دون الاعتراف به ومنحه الترخيص النهائي.
وحول إمكانية تحالف عناصر حزبه مع أحزاب إسلامية أخرى قال المرواني: "لا يمكن التحالف مع جهة تعلن خلاف ما تمارس، ولايمكن أن نساهم في تزييف الوعي لدى الناخبين باسم مصالح وهمية عابرة، أو إرسال رسائل خاطئة تزيد المشهد السياسي ميوعة".
ويتوقع بعض مراقبي الشأن المغربي أن يتسبب التنافس بين الأحزاب الإسلامية الأربعة إلى تشتيت أصوات الكتلة الناخبة المتعاطفة مع التيار الإسلامي .
يذكر أن أبرز مقاطعي الانتخابات التشريعية المغربية، يتمثلون في حزب النهج الديمقراطي، وهو حزب يساري راديكالي، وجماعة العدل والإحسان الإسلامية، أكبر جماعة غير معترف بها رسميًا بالمغرب، التي تعتبر هذه الانتخابات "تسويقاً للوهم السياسي وإطالة لعمر الفساد بالبلاد" .