أنت هنا

18 شعبان 1428
المسلم - فضائيات

تشارك أربعة أحزاب إسلامية ولأول مرة على الساحة المغربية في ‏الانتخابات البرلمانية القادمة، ممثلة في حزب العدالة والتنمية وحزب ‏النهضة والفضيلة، وحزب البديل الحضاري، وحزب الأمة .‏
ويعد حزب العدالة والتنمية هو الممثل الوحيد للإسلاميين في ‏البرلمان الحالي بـ43 مقعدًا، من إجمالي 325 مقعدًا، بينما يعتبر ‏حزب النهضة والفضيلة صورة أخرى للعدالة والتنمية حيث خرج ‏مؤسسه محمد الخاليدي من رحم حزب العدالة عام 2006 .‏
ويأتي حزب البديل الحضاري الذي تأسس بشكل غير رسمي في ‏‏1995 في المرتبة الثالثة، بينما يخوض أعضاء حزب الأمة ‏الانتخابات المقبلة كمستقلين.
ويتوقع مشاركة 33 حزبًا في الانتخابات المقرر إجراؤها في السابع ‏من شهر سبتمبر المقبل، حيث تتنافس هذه الأحزاب على أصوات ‏‏16 مليون ناخب مغربي مسجل، وتجري هذه الانتخابات لأول مرة ‏وفق قانون الأحزاب الجديد عن طريق الاقتراع بقوائم محلية، وقائمة ‏وطنية جرى العرف على تخصيصها للنساء.‏
وينص قانون الأحزاب على ضرورة احترام المكونات السياسية ‏لثوابت‎ ‎الدولة المتمثلة في أنه "لا‎ ‎يمكن لأي حزب أن يستند أو أن ‏يؤسس على أساس ديني أو لغوي أو عرقي" .‏
ومن جهته أعرب سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة ‏والتنمية‎ ‎عن تفائله بحصول حزبه على المرتبة الأولى داخل ‏البرلمان، حيث برر حصول حزبه في انتخابات عام 2002 على ‏المرتبة الثالثة بأن مشاركة حزبه كانت محدودة، مشيرًا إلى أن حزبه ‏قد قرر تغطية جميع الدوائر الانتخابية هذه المرة.‏‎
ونتيجة لأن النظام الانتخابي المعمول به لا يمكن أي حزب من ‏الحصول على الأغلبية الساحقة فإن العثماني أعلن عن استعداد ‏حزبه "للتحالف والتنسيق مع أي حزب، ومن باب أولى أن‎ ‎يكون ذلك ‏مع أحزاب ذات المرجعية الإسلامية" .‏‎
في حين يرى محمد خاليدي الأمين‎ ‎العام لحزب النهضة والفضيلة ‏وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية أن حزبه كجميع الأحزاب ‏المغربية له خطه الإسلامي الذي يميزه، مؤكدًا على أن الاختلاف ‏بينه وبين الأحزاب الإسلامية الأخرى يكمن في المنهج، مشيرًا إلى ‏أن "العدالة والتنمية" حزب له وجهين، أحدهما‎ ‎لحركة إسلامية ‏دعوية، والثاني لحزب سياسي إسلامي، مما جعله يقع في ازدواجية ‏الخطاب‎ ‎السياسي‎.
وقال إن ترشيح العلماء في حزب النهضة والفضيلة بمثابة رد ‏الاعتبار‎ ‎لأصحاب الحل والعقد في المجتمع المغربي، مطالبا جماعة ‏العدل والإحسان بضرورة‎ ‎الانخراط والمساهمة في المشهد السياسي‎.
وأضاف أن التحالف مع أحزاب أخرى وارد‎ ‎في أبجديات حزبه ‏شريطة وجود أرضية مشتركة وبرامج متفق عليها عبر مراحل‎.‎
ومن جانبه أكد المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل ‏الحضاري أن حزبه فضاء للإسلاميين التواقين للحرية والمساواة ‏والعدل‎ ‎والديمقراطية، وتوقع أن تفاجئ حجم مشاركة حزبه الرأي ‏العام المغربي‎.
وكشف محمد المرواني أمين عام حزب الأمة أن حزبه رغم عقد ‏مؤتمره التأسيسي في 3 يونيو 2007 لا زال‎ ‎يتعرض لما يحول دون ‏الاعتراف به ومنحه الترخيص النهائي‎.
وحول إمكانية تحالف عناصر حزبه مع أحزاب إسلامية أخرى قال ‏المرواني: "لا يمكن التحالف مع‎ ‎جهة تعلن خلاف ما تمارس، ‏ولايمكن أن نساهم في تزييف الوعي لدى الناخبين باسم مصالح‎ ‎وهمية عابرة، أو إرسال رسائل خاطئة تزيد المشهد السياسي ‏ميوعة".‏
ويتوقع بعض مراقبي الشأن المغربي أن يتسبب التنافس بين ‏الأحزاب الإسلامية الأربعة إلى تشتيت أصوات الكتلة‎ ‎الناخبة ‏المتعاطفة مع التيار الإسلامي .‏‎
يذكر أن أبرز مقاطعي الانتخابات التشريعية المغربية، يتمثلون في ‏حزب النهج الديمقراطي،‎ ‎وهو حزب يساري راديكالي، وجماعة ‏العدل والإحسان الإسلامية، أكبر جماعة غير معترف‎ ‎بها رسميًا ‏بالمغرب، التي تعتبر هذه الانتخابات "تسويقاً للوهم السياسي وإطالة ‏لعمر‎ ‎الفساد بالبلاد" .‏