
قال وزير الإعلام الباكستاني طارق عظيم إن بلاده تبحث فرض حالة الطوارئ، وعلى الرغم من أنه لم يحدد وقتا محددا لذلك، فإن التلفزيون الباكستاني أشار إلى أن إعلان حالة الطوارئ بات وشيكا، في حين ذكرت مصادر أن الرئيس الباكستاني وقّع فعلا إعلان حالة الطوارئ بعد حديث هاتفي مطول مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس.
ونقلت وكالة "الاسوشيتدبرس" عن عظيم قوله: "لا أستطيع القول إن حالة الطوارئ ستفرض اليوم أو غدا أو لاحقا، نأمل ألا يحدث هذا، لكننا نمر بظروف صعبة، ولهذا لا يمكن استبعاد إعلان حالة الطوارئ".
وفي تلميح إلى السبب المباشر في فرض حالة الطوارئ، أشار وزير الإعلام الباكستاني إلى أن واشنطن تهدد بالقيام بهجمات على مناطق باكستانية متاخمة للحدود مع أفغانستان، موضحا أن الوضع بات "يثير الكثير من القلق".
ومن المقرر أن يترأس الرئيس الباكستاني مشرف اجتماعا لكبار مسؤولي الحكومة اليوم الخميس لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
ويتيح إعلان حالة الطوارئ لمشرف تأجيل إجراء الانتخابات العامة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري، والاستمرار في قيادة المؤسسة العسكرية في البلاد، بعد مطالبة بينظير بوتو، رئيسة الوزراء السابقة والتي تقود أكبر أحزاب المعارضة الباكستانية له بالتخلي عن منصبه العسكري كشرط لموافقة حزبها على استمراره رئيسا للبلاد.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من الإعلان عن عدم مشاركة الرئيس الباكستاني برويز مشرف في اجتماع لمجلس شورى قبائل أفغانية وباكستانية، يعرف باسم الجيرجا، يعقد في العاصمة الافغانية كابول اليوم الخميس، بهدف تنسيق جهود القبائل الباكستانية والأفغانية لمواجهة مسلحي "طالبان" و"القاعدة".
وكان من المفترض ان يشارك مشرف في الاجتماع، لكنه اعتذر واتصل بكرزاي ليعلمه أن رئيس الحكومة الباكستانية شوكت عزيز هو الذي سيترأس الوفد الباكستاني. وقال البيان إن مشرف أعلم كرزاي بانشغاله بمواعيد في إسلام أباد، ما يجعله غير قادر على الحضور إلى كابول، ويقول مراقبون إن بقاء مشرف في إسلام أباد إنما هو لإعلان حالة الطوارئ.
ويواجه الرئيس الباكستاني وضعا سياسيا وأمنيا حرجا بعد عملية اقتحام المسجد الأحمر في كابول الذي كان يتحصن به مئات الطلبة الإسلاميين، والمجزرة التي ارتكبتها القوات الباكستانية ضد طلبة المسجد، ما أدى إلى تصاعد الهجمات ضدها، وبخاصة في إقليم وزيرستان المحاذي لأفغانستان، ما دفع الولايات المتحدة للتهديد علنا بقصف مناطق باكستانية بحجة عجز مشرف عن مواجهة النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة بها..