
حاولت جماعة فتح الإسلام اليوم الإعلان عن استعدادها لبدء مفاوضات من شأنها وقف الاقتتال الدائر منذ شهرين داخل مخيم نهر البارد مع الجيش اللبناني.
وسبق للجيش اللبناني أن أعلن اليوم عن محاصرته لقوات فتح الإسلام داخل مربع ضيق للغاية لا تتخطى مساحته المائتي متر داخل حدود ما يطلق عليه المخيم القديم في شمال لبنان .
وأكد المتحدث باسم فتح الإسلام "أبو سليم طه" جاهزية الحركة للعودة إلى المسار السياسي لإيجاد حل لقضية نهر البارد.
وكنوع من الالتفاف السياسي أضاف طه أن الكرة الآن في ملعب الأطراف التي تقف خلف الجيش اللبناني وليس في ملعب الجيش اللبناني، حيث أشار إلى أن مفتاح الحل بيد هؤلاء.
ويرى المراقبون أنه وباعتبار صحة ما صرح به الناطق باسم الجيش اللبناني اليوم من حدوث تقدم كبير للجيش اللبناني داخل المخيم فإن الدعوة إلى التفاوض لن تؤخذ مأخذ الجد .
وفي الوقت ذاته قال مصدر عسكري: لا نريد إلا أن يستسلموا، كما وصف العرض التفاوضي بأنه لمجرد الدعاية الإعلامية .
وفسر المصدر الدعوة بأنها ترجع لتضييق لجيش خناقه على مقاتلي فتح الإسلام؛ ثم تساءل: بعد كل هذا القتال الشرس، وأصبح لدينا نحو 107 شهداء، هل ما زال لديهم نوايا سلمية .. أستغرب هذا الأمر.
وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان في بيان: إن "الجيش أتاح العديد من الفرص أمام عناصر تنظيم فتح الإسلام لتسليم أنفسهم من دون إراقة دماء"، إلا أنهم أصروا على عنادهم، الأمر الذي لم يترك سوى الخيار العسكري لإنهاء هذه الظاهرة .