
بعد أن ساد التفاؤل بوقف إطلاق النار بين الجيش اللبناني و"فتح الإسلام"، مراعاة للأحوال البائسة واللا إنسانية للأبرياء من سكان نهر البارد، تحدثت الأنباء عن انهيار التهدئة بين الجانبين، وأن الاتفاق لم يصمد سوى أقل من ساعة، إذ استأنف الطرفان القتال، وتحدثت تقارير عن وقوع تفجير انتحاري داخل شقة سكنية في مدينة طرابلس الشمالية.
في غضون ذلك، قال مسؤول إغاثة دولي إن قافلة تحمل مساعدات من الأمم المتحدة تعرضت لهجوم أثناء محاولتها دخول مخيم نهر البارد، وقد يكون هناك ضحايا سقطوا في هذا الهجوم.
وقال المسؤول، من هيئة الإغاثة والأشغال التابعة للأمم المتحدة: إن سيارة شحن صغيرة، بيك أب، وصهريج مياه حوصرتا بين منطقة يسيطر عليها الجيش وأخرى تحت سيطرة مسلحي "فتح الإسلام"، وتعرضتا لإطلاق نار أثناء محاولتهما دخول المخيم.
وكان المتحدث باسم تنظيم "فتح الإسلام"، ابو سليم طه، قد قال لوكالات الانباء في وقت سابق يوم الثلاثاء: "إننا نمنح فرصة للهدوء ووقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة الثانية والنصف".
وأضاف المتحدث لدى سؤاله عن مدة التهدئة: "إنها مفتوحة في حال التزام الجيش بها أيضا".
من جانبها قالت قيادة الجيش إن قواتها لن تبادر إلى إطلاق النار، لكنها رفضت الالتزام رسميا بوقف القتال.
وأفادت التقارير الواردة من المخيم بأن دمارا هائلا حل به، وقال مفتي فلسطينيي الشتات: إن أكثر من 100 مدني قتلوا أو جرحوا منذ اندلاع القتال يوم الأحد الماضي.
وذكر موظف إغاثة تابع للأمم المتحدة أن عشرات المنازل هدمت فوق قاطنيها، كما نقلت فضائية الجزيرة مشاهد مروعة للحالة المأساوية التي يعيشها سكان المخيم الفقراء بين سندان الجيش اللبناني ومطرقة "فتح الإسلام".
ويعاني المخيم انقطاعا في التيار الكهربائي، ونقصا حادا في مواد الاغاثة الطبية، فضلا عن أن كميات المياه المتوفرة محدودة.