
دخلت الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعة "فتح الاسلام" المتحصنة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس شمال لبنان يومها الثالث، وذلك بعدما استأنف الجيش اللبناني قصفه العنيف للمخيم بعد هدنة ليلية استمرت عدة ساعات.
واسفرت الاشتباكات عن مقتل العشرات، من بينهم مدنيون.
وطالب الصليب الاحمر بهدنة ليتمكن من نقل المصابين خارج المخيم الذي يقطنه نحو 400 ألف فرد. وذكر شهود ان هناك جرحى وقتلى في شوارع المخيم بعد الاشتباكات التي وقعت الامس.
من جهتهم، ناشد أهالي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، الجهات الرسمية في بيروت، ضرورة التدخل لوقف مأساتهم الناجمة عن القصف المتواصل من قبل الجيش اللبناني للمخيم الذي يقطنه ما يقارب الأربعين ألف نسمة.
ويشير الأهالي وشهود العيان في المخيم إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، كما وصفوا الوضع الإنساني في المخيم بالخطير جداً بعد نفاد مياه الشرب والمواد الغذائية ومواد الإسعاف الأولي.
وقال مسؤول اللجنة الشعبية بمخيم نهر البارد أبو هشام ليلى إن المخيم يتعرض لقصف عشوائي أوقع قتلى وجرحى من المدنيين، مشيراً إلى أن خزانات المياه فوق أسطح المنازل قصفت جميعها، ما تسبب بانقطاع المياه عن المخيم، كما تضررت ثلاثة مساجد جراء القصف العشوائي للمخيم.
وناشد أبو هشام الأطراف المعنية السماح لسيارات الإسعاف والإطفاء بدخول المخيم، خصوصاً وأن الحرائق اندلعت في بعض المنازل والمباني، واصفاً الوضع في المخيم بالسيئ جداً مع عدم وجود مواد غذائية ومياه.
أما رئيس المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان محمود الحنفي فقال من داخل المخيم إن عائلة بأكملها سقطت تحت الأنقاض جراء القصف، فيما تضرر مستوصف الشعبية الطبي.
وأوضح الحنفي أن القصف منذ أمس أوقع 34 قتيلاً و150 جريحاً معظمهم من المدنيين، لا سيما وأن المخيم يكتظ بالسكان، مشيراً إلى أنه تم السماح بنقل 20 جريحاً فقط للعلاج خارج المخيم، ومشدداً على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
من جانبها؛ طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان مسؤولها في لبنان أسامة حمدان بضرورة حماية المدنيين في المخيم، واصفاً الوضع الإنساني بالسيئ جداً، ومطالباً بإجلاء الجرحى ونقل الجثث.
كما شدد على ضرورة فتح طريق لعبور المدنيين ووصول الإمدادات لأهالي المخيم من ماء وغذاء، محذراً من أن هذا النوع من الضغط من شأنه أن يرتب تداعيات أخرى.