
ارتفع عدد قتلى الاشتباكات المتواصلة منذ فجر اليوم بين قوات الجيش اللبناني ومسلحي جماعة "فتح الإسلام"، قرب مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان، إلى أكثر من 30 قتيلاً، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين.
وبحسب المصادر الأمنية الرسمية، فقد تكبد الجيش اللبناني 13 قتيلاً على الأقل، فيما قتل أكثر من 17 من أعضاء الجماعة المسلحة، التي يعتقد أنها على صلة بالاستخبارات السورية، خلال تلك المواجهات.
وأفادت المصادر بأن 19 جندياً من أفراد قوات الأمن الداخلي، بالإضافة إلى 14 من أعضاء التنظيم، أصيبوا خلال الاشتباكات التي تعد أسوأ موجة عنف تشهدها مدينة "طرابلس" شمالي لبنان، منذ أكثر من 20 عاماً.
وفور اندلاع المواجهات، أعلنت سوريا إغلاق معبرين من بين المعابر الحدودية الخمسة التي تربطها مع لبنان، كخطوة احترازية، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المتحدث باسم وزارة الداخلية.
ونقلت وسائل إعلام محلية أن الجيش اللبناني استخدم الدبابات لاستهداف مواقع "فتح الإسلام"، ما أدى لتدمير عدد كبير من المباني داخل مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين.
ونقلت الوكالة عن سكان مخيم "نهر البارد" أن 12 مدنياً قتلوا أو أصيبوا في الاشتباكات المسلحة، إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء بصورة مستقلة.
وكان وزير الداخلية اللبناني قد اتهم الاستخبارات السورية برعاية تنظيم "فتح الإسلام"، ورد السوريون بزعم أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة.
ويلفت المراقبون الأنظار إلى ظاهرة مهمة ترتبط بالشأن الداخلي اللبناني، وهي أنه كلما ثار حديث عن المحكمة الدولية تعرض الأمن الداخلي لهزة عنيفة، ويربطون بين ما حدث فجر اليوم وبين توجه وفد رسمي لبناني لمتابعة المشاورات في مجلس الأمن حول تشكيل المكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي يعتقد بأنه قضى على أيدي جهات سورية متنفذة، قد يكون من بينها الرئيس السوري بشار الأسد نفسه.