
أعرب الرئيس الأمريكي "جورج بوش" عن قلقه إزاء الأجواء السياسية القاتمة التي تسيطر على واشنطن فيما يتعلق بالملف العراقي، مشيرا أنه لا يعكس حقيقة تطور الأوضاع هناك، كما يخالف المكاسب التي بدأت الخطة الجديدة تحققها.
ووجه بوش خلال خطاب ألقاه في ولاية ميتشيجان اتهاماته إلى قيادات الحزب الديموقراطي المنافس لحزبه واصفا إياها بمحاولة نسف تلك الإستراتيجية، ووضع قيود على حركة القادة الميدانيين وتحديد مهل زمنية مصطنعة للانسحاب من العراق.
وأضاف: "رغم المؤشرات الأولية على إحراز تقدم على الأرض ورغم أن جزءا كبيرا من التعزيزات لم يصل بعد، فإن القيادة الديموقراطية في الكونجرس تسعى إلى إصدار تشريع ينسف الإستراتيجية التي بدأ (..) في تطبيقها منذ فترة قصيرة".
ووصف بوش "الانسحاب" من العراق بالكارثة التي ستقود إلى عودة القوات الأميركية إلى العراق لمقاتلة "عدو أكثر خطرا" كما ستدفع الولايات المتحدة ثمنها من حياة الأميركيين.
وأعلن بوش أن قائد قوات الاحتلال في العراق الأمريكي "ديفيد بتراوس" والمخول بتنفيذ إستراتيجية أمريكا الجديدة في العراق، سيمتلك خلال الأشهر المقبلة ما يمكنه من الحكم على نجاح تلك الإستراتيجية.
وزعم بوش أن "رياح المعركة في بغداد بدأت تتغير"، وقال: "المؤشرات الأولى لنتائج الإستراتيجية بدأت تظهر؛ وهي تشير إلى أنها حتى الآن ترقى إلى مستوى التوقعات. لا يزال العراق عرضة لهجمات مروعة على غرار تفجيرات بغداد الأربعاء الماضي لكن اتجاه المعركة بدأ يتغير".
وأكد بوش تواصل دعم القوات الأميركية لقوى الأمن العراقية التي وصفها بأنها تبذل قصارى جهدها لتمكن الحكومة من السيطرة على أمن العاصمة .
وثمن بوش جهود حكومة المالكي حول خطة "فرض القانون" لإحلال الأمن في بغداد وإخلائها من التنظيمات والعناصر المسلحة والميليشيات وتحويلها إلى نقطة ارتكاز يمكن من خلالها توسيع رقعة الأمن في العراق.
وصرح بوش بأن هناك لواءًا خامسا في طريقه إلى الكويت الشهر المقبل، فضلا عن اللواء الرابع المتواجد حاليا على أرض الكويت، إضافة للألوية الأمريكية الثلاثة المنتشرة في ضواحي بغداد .
وأشار بوش إلى أن الحكومة العراقية قد: "نفذت تعهداتها بتعزيز عديد قواتها في المدينة بحيث إن كل مقاتل أميركي في بغداد يقابله ثلاثة مقاتلين من قوات الأمن العراقية".
وأكد بوش أن القوات العراقية تقوم بالدور الرئيس في التصدي للمسلحين فيما ينحصر دور قوات الاحتلال على "المساندة".