
كما توقع المراقبون تماما، وبعد أقل من 24 ساعة من تسرب أنباء عن "الصفقة" التي تم إبرامها بين طهران ولندن وواشنطن، وبمقتضاها تم إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان محتجزا في العراق، وترتيب لقاء مع قادة الحرس الثوري المحتجزين في اربيل تمهيدا لإطلاق سراحهم "بشكل سري"، غادر البحارة البريطانيون الخمسة عشر العاصمة الإيرانية طهران، في وقت مبكر صباح اليوم الخميس، على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية، في طريق عودتهم إلى لندن، بعد احتجازهم في طهران، قرابة أسبوعين، بسبب اتهامهم بـ"دخول المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير شرعية."
وكان السفير البريطاني بطهران، جيفري آدامز، وعدد من كبار موظفي السفارة، في وداع جنود البحرية الملكية البريطانية، بمطار "مهراباد"، قبل أن يستقلوا الطائرة في طريق عودتهم إلى بلدهم، وفقاً لما أكدت الإذاعة الإيرانية الرسمية.
والتقى السفير آدامز، البحارة البريطانيين في وقت متأخر مساء الأربعاء، بعد قليل من إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، العفو عنهم وإطلاق سراحهم.
وكان الرئيس الإيراني نجاد قد التقى جنود البحرية البريطانية، بعد قليل من إعلان نبأ إطلاق سراحهم، ونقل التلفزيون الإيراني مراسم الإفراج عن البحارة البريطانيين، حيث ظهر نجاد وهو يبتسم، ويتحدث مع أحد البحارة، قائلا: "كيف حالك؟.. جئت في عطلة إجبارية، أليس كذلك؟".. فرد الجندي بالقول: "لا أدري إن كانت عطلة أم لا، لكن بإمكانك تسميتها بذلك."
كما بثت قناة "العالم" التلفزيونية الشيعية الإيرانية، مقابلات مقتضبة مع ثلاثة من البحارة، شكروا خلالها الرئيس الإيراني، على قراره إطلاق سراحهم، وقالوا إنهم لقوا معاملة حسنة من الإيرانيين.
وكان أحمدي نجاد قد أعلن العفو عن الجنود البريطانيين المحتجزين منذ 23 مارس الماضي، بتهمة انتهاك مياه إيران الإقليمية، وإطلاق سراحهم خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الرئاسة الإيرانية الأربعاء، معتبراً ذلك بمثابة "هدية للشعب البريطاني بمناسبة المولد النبوي."
وجاء إعلان العفو عن البحارة الإيرانيين، إثر إعلان نجاد تكريم ثلاثة من ضباط حرس السواحل، الذين قاموا باعتقال الطاقم البريطاني، حيث قرر منحهم نوط الشجاعة.
وفي تقية واضحة، نفى الرئيس الإيراني الربط بين الإفراج عن الطاقم البريطاني وإطلاق سراح جلال شرفي، السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية الثلاثاء، الذي اختطف في العراق منذ شهرين.
من جانب آخر، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عن أن بلاده ساهمت في جهود الوساطة لإطلاق سراح البحارة البريطانيين.