
رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عرض رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت المشاركة في مؤتمر إقليمي مع الدول العربية التي وصفها بـ "المعتدلة" لبحث مبادرة السلام العربية.
وقال عمرو موسى خلال مؤتمر صحافي في القاهرة إن الرسالة التي بعثها أولمرت بهذا الصدد ليست جادة، ولا تحمل أي جديد، وهدفها الوحيد هو تطبيع علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية من دون مقابل.
وكان رئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود اولمرت قد دعا الزعماء العرب علنا إلى لقائه، قائلا إن احياء القمة العربية لخطة الأرض مقابل السلام ينطوي على قبول الدولة اليهودية.
كان دبلوماسيون قد ذكروا في وقت سابق أن الولايات المتحدة ومصر تحثان اسرائيل على الموافقة على بدء محادثات سريعا مع لجنة من الدول العربية حول كيفية دفع عملية السلام قدما.
وقال دبلوماسي رفيع ان العديد من البلدان العربية ستجري محادثات " رسمية وعلنية بصورة جماعية" مع اسرائيل وذلك في اشارة الى المقترح الامريكي المصري واصفا اياه بأنه غير مسبوق في مداه.
وخلال مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية ميركل الأحد الماضي قال أولمرت إن ما وصفها بـ"الدول العربية المعتدلة" تريد المشاركة بنشاط في الجهود الرامية لإحلال السلام بين "اسرائيل" والفلسطينيين.
وأضاف: "أعتقد بأن الاستعداد لقبول "اسرائيل" كحقيقة، ومناقشة بنود حل مستقبلي، يمثلان خطوة لا يسعني إلا أن أقدرها."
على صعيد متصل، وفي تأكيد لوجهة نظر موسى، اعتبرت مارينا أوتاوي، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي أن الجهود الأوروبية والعربية المبذولة لا تكفي وحدها لتحقيق السلام.
وأضافت أوتاوي: "سيعارض الإسرائيليون قيام الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بأي دور رئيسي في عملية السلام، وما لم تتخذ حكومة الرئيس بوش موقفا حازما بهذا الشأن، لا أعتقد أن بإمكان الأوروبيين تولي دور الريادة في عملية السلام".
وأضافت: "لا أعتقد أن العناصر الضرورية لاستئناف مسار السلام قد توفرت بعد، وفي رأيي أن العنصر الأساسي الغير المتوفر أكثر من أي شيء آخر هو عدم اتخاذ الرئيس بوش قراراً بأداء دور الوسيط النزيه بين إسرائيل والدول العربية، لكنه تبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل منذ توليه الرئاسة، وهو ما يحول دون اضطلاع الولايات المتحدة بدور الوساطة".