
بعد أن رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس تعيين محمد دحلان مستشارا للأمن القومي الفلسطيني، بدأ التيار المحسوب عليه محاولات لإحياء الفلتان الأمني تزامنا مع تجدد الضغوط الخارجية على حكومة الوحدة الوطنية بعد التوافق الأمريكي الأوروبي على مقاطعتها وتصريح الرباعية بأنها لا تلبي المطالب الدولية.
وضمن ذلك، أقدم مسلحون ينتمون إلى تيار محسوب على حركة "فتح"، مساء أمس الأربعاء على اختطاف البروفيسور حمدان الصوفي المحاضر في الجامعة الإسلامية بغزة، عقب خروجه من مسجد عمار بن ياسر، بمنطقة تل الإسلام غرب مدينة غزة.
كما قتل أحد كوادر فتح وأصيب أحد عشر آخرين في انفجار عبوة قذيفة "آر بي جي" المضادة للدروع، لدى محاولته قصف منزل مواطن من كوادر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيت لاهيا (شمال قطاع غزة).
وقد كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حقيقة الأحداث التي وقعت الليلة الماضية شمال قطاع غزة، وأدت إلى مقتل عنصر من حراس سميح المدهون، القيادي في حركة "فتح"، وإصابة 11 آخرين، مؤكدة أنه انفجار داخلي.
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق الإعلامي باسم الحركة في شمال القطاع، في تصريح صحفي: "الحقيقة أن مجموعة من الشبان المدنيين الموجودين فوق منزلهم كانوا قد تعرضوا لإطلاق نار بشكل مباشر من فوق سطح منزل المدعو سميح المدهون القريب من منزلهم".
وأضاف: "إن المجموعة المسلحة ضاعفت من انفلاتها، وقامت بإطلاق قذيفة "آر بي جي" على الشبان، ولكن القذيفة أخطأت هدفها، حيث انفجرت في مطلقها رامي سرور، الذي توفي في الحال وأصيب معه عناصر ممن كانوا حوله".
وأشار المتحدث أن "فئة ضالة لا يروق لها حالة التوافق الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأنها لطالما حاولت تعكير صفو الجهود الوحدوية بعد اتفاق مكة"، مؤكداً على أن تلك المجموعات الخارجة عن الصف الفلسطيني نفذت مسلسل من الجرائم وعمليات إطلاق النار هنا وهناك، وكان على رأسها حادثة اغتيال الشهيد في كتائب عز الدين القسام محمد الكفارنة قبل أسبوعين.
من جهة أخرى، أكد أبو القسام، أمين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في محافظات شمال قطاع غزة، أن حركة الجهاد الإسلامي تقود وساطة بمشاركة الجبهتين الشعبية والديمقراطية لنزع فتيل التوتر المشتعل بين مسلحين من حركتي فتح وحماس شمال قطاع غزة منذ عصر أمس الأربعاء، والذي أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة أحد عشر آخرين بجراح.
وقال أبو القسام: هناك وساطة لإنهاء الاقتتال بين حماس وفتح، ونرى تجاوبا من الطرفين واستعدادا لوقف النار وإعادة استتباب الأمور، ونحن بصدد تشكيل قوة حماية من سرايا القدس وكتائب أبو علي مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية تنتشر في منطقة الأحداث لتحول دون الصدامات من جديد".