أنت هنا

9 صفر 1428
المسلم-وكالات:

وصل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي إلى باكستان في زيارة مفاجئة، قادما من عُمان، التي كان قد وصلها أمس في زيارة غير معلن عنها أيضا، وفقا لما ذكرته بعض الصحف والفضائيات العربية، التي لم تتطرق بالتفصيل إلى "طبيعة" المهمة القصيرة التي قام بها تشيني في عمان .
وتأتي زيارة تشيني في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها ضغوطا قوية على إسلام أباد لاتخاذ تدابير أكثر تشددا وفعالية ضد ما تدعي أمريكا وجوده من معسكرات تدريب لحركة طالبان الأفغانية المقاومة، وشبكة "القاعدة" في مناطق الحدود الباكستانية مع أفغانستان.
وتتزامن الزيارة أيضا مع ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الاثنين من أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر أن يرسل إلى مشرف رسالة "تحذير" تتسم بصرامة غير معهودة، وتحمل "تهديدا" علنيا من احتمال تخفيض المعونات الأمريكية أو قطعها عن حكومة مشرف، ما لم تتخذ القوات الباكستانية موقفا أكثر حسما في مواجهة من تصفهم واشنطن بالمتعاونين مع "القاعدة" في باكستان.
وتسود حالة من السخط الشديد باكستان على خلفية التحالف الوثيق بين حكومة الرئيس مشرف، الذي وصل إلى الحكم عبر انقلاب عسكري، وواشنطن، بحجة مكافحة "الإرهاب"، بينما يتهم المعارضون مشرف بالعمالة للولايات المتحدة على حساب مصالح بلاده وتقاليدها الإسلامية، ويصنفونه في خانة العداء للإسلام ضمن الحلف الصليبي العالمي الذي يحاول تغيير الهوية الإسلامية في عدد من أبرز الدول التي تدين بالإسلام ومن بينها باكستان وأفغانستان، ويستدلون على ذلك بعدد من الإجراءات التي اتخذها مشرف على الأرض لوضع العراقيل أمام التعليم الديني، وتغيير عدد من القوانين بما يخالف العقيدة الإسلامية، واستهداف المجاهدين عبر قتلهم أو سجنهم أو حتى تسليمهم لدول غربية، واستهداف المدنيين العزل بحجة جهادهم ضد الولايات المتحدة ولمجرد إثبات الولاء لواشنطن، كما حدث عند قصف إحدى المدارس الدينية مؤخرا ومقتل عدد كبير من المدنيين العزل.