
اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية بالمبالغة في وصف ما يحدث في إقليم دارفور، معتبرا أن التقارير الصحفية التي تنشرها صحف غربية وتتحدث عن مئات الآلاف من القتلى هناك "عارية عن الصحة".
وقال الرئيس السوداني، الذي كان يتحدث عبر الأقمار الاصطناعية إلى مؤتمر عقد في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة: إن حكومته ترحب بأية مساعدة من شأنها تثبيت الأمن والاستقرار في دارفور، شريطة ألا تنتقص "من سيادة السودان"، على حد قوله.
وقال البشير الذي كان يخاطب مؤتمرا لإحدى الجمعيات الأمريكية: إنه قرر مخاطبة الجمهور الأمريكي لتصحيح "الانطباعات الخاطئة" التي تسببت فيها "حملة إعلامية شوهت صورة السودان".
ونفى البشير تعرض إقليم دارفور لحملة تطير عرقي، قائلا: "إن الكلام عن أن العرب يقتلون السود هو كذب"، متهما الغرب بتضخيم عدد القتلى، حيث إن"العديد من المنظمات ووسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن سقوط أعداد خيالية من القتلى، حيث أوصلوا العدد إلى 400 ألف" واصفا هذه الأرقام بأنها "محض هراء".
لكن البشير اعترف بسقوط قتلى، وقال الرئيس السوداني إن العدد الفعلي للقتلى لا يتجاوز التسعة آلاف (!).
ويعتبر موقف الحكومة السودانية من دارفور "ضبابيا" فعلى الصعيد الإعلامي الخطابي يصر الساسة السودانيون دوما على رفض أي تدخل أجنبي في هذه المنطقة من السودان عبر القوات الدولية التي تريد الأمم المتحدة إرسالها هناك، وعلى الصعيد الحقيقي، وقع الرئيس البشير بنفسه خطابا مكتوبا يعلن فيه موافقة بلاده على ذلك في عهد الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وتطالب بعض القوى السياسية السودانية مدعومة بتوجه عربي بنشر قوات إفريقية بدعم مالي من الأمم المتحدة فقط، وهو ما يبدو أن الوضع يسير إليه على الأرض، على الأقل حتى الآن.