
في خطوة وصفها بعض المطلعين على الشأن السوري بـ "الدعائية"، بدأت عناصر من الجيش السوري اليوم الخميس، في تعزيز وجودها بالقرب من الجولان، رداً على ما توصف بأنها "أكبر مناورة للجيش الإسرائيلي" بمرتفعات الجولان، منذ أكثر من خمس سنوات.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤولين "إسرائيليين" أن التحركات السورية الأخيرة، تضمنت إجراء اختبارات على بعض الصواريخ التي يبلغ مداها 400 كيلومتر، والتي يمكن أن تصيب معظم أراضي الكيان الصهيوني.
ويقول المراقبون إن الحكومة العلوية في دمشق التي أمنت للكيان الصهيوني حدودا آمنة مع سوريا على مدار نحو أربعين عاما والتي لم تتحرك بعد تحليق طائرات صهيونية فوق قصر الرئيس بشار الأسد ولم تتحرك كذلك بعد قصف طائرات الاحتلال قواتها في لبنان، لا يمكن أن تسمح بوصول المواجهة مع "إسرائيل" إلى حالة حرب حقيقية، وهو ما أكده وزير الحرب "الإسرائيلي" عمير بيرتس نفسه، عندما أكد أمس الأربعاء، أن المناورات التي يجريها الجيش الصهيوني في الجولان، "لا تعني إطلاقاً أنها مرتبطة بنزاع محتمل في المنطقة." ويقول المراقبون إن الأقلية العلوية الجاثمة على أنفاس الأغلبية السنية في سوريا تفضل خوض "حرب كلامية" و"نضالا حنجوريا" مع الكيان الصهيوني وربما تضطر لخوض حرب بالوكالة معه على الأراضي اللبنانية ـ مثلا ـ عبر وكلائها هناك من الشيعة وغيرهم، والتركيز بشكل عملي على الأوضاع الداخلية عبر مزيد من القمع وتكميم الأفواه لمنع تشكل أي معارضة شعبية حقيقية لها.
وأشار بيرتس إلى أن تلك المناورات تهدف خصوصاً إلى "تطبيق الدروس المستخلصة من حرب لبنان"، في إشارة إلى العمليات القتالية بين الجيش "الإسرائيلي" ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني، التي اندلعت في يوليو وأغسطس الماضيين.
وقال بيرتس، الذي يرئس حزب العمل، في تصريحات أذاعها راديو "إسرائيل"، إن "هذه المناورات هي الأهم التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ خمس سنوات."
وتشارك في المناورات بهضبة الجولان، والتي تحتلها القوات الإسرائيلية منذ عام 1967، كتيبة من المظليين وقوات من المشاة والوحدات الآلية والمدفعية والهندسة العسكرية.