
ضمن زيارته التي بدأها أمس لطهران على رأس وفد حكومي رفيع، يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الأحد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، وذلك بعد أن التقى أمس الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وعددا من أركان الحكم في الجمهورية الإيرانية الشيعية، من بينهم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني ووزير الخارجية منوشهر متقى.
وضمن الغزل الدبلوماسي المغلف بعدد من الشعارات البلاغية، تبادل كل من الأسد ونجاد الهجوم الحاد على الولايات المتحدة وحليفتها "إسرائيل"، حيث اعتبر نجاد أن "السياسات الأمريكية فشلت" في المنطقة، وقال إن واشنطن تريد مواصلة أهدافها من خلال خلق الانقسامات بين الشعوب الإسلامية.
وأضاف: أن الولايات المتحدة تدعم مصالح "إسرائيل" العدو اللدود لإيران وسوريا، على حد قوله، على حساب الدول الإسلامية في الشرق الأوسط.
بدوره، قال الرئيس السوري بشار الأسد: إن توسيع نطاق العلاقات بين طهران ودمشق سوف يساعد على حل مشكلات العالم الإسلامي، واتهم الولايات المتحدة بمحاولة حشد الرأي العام داخل العالم الإسلامي عن طريق تقويض العلاقات الإيرانية السورية.
وأضاف الرئيس السوري أنه على كافة المسلمين أن يكونوا على وعي «بالأهداف البغيضة للولايات المتحدة والصهاينة» الرامية إلى زرع الأحقاد والخلافات بين المسلمين.
لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أفصحت عن الهدف الحقيقي من زيارة الرئيس السوري لإيران، حيث أكدت أن بشار الأسد بحث مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "الوضع غير المستقر في العراق والأزمة في لبنان".
ويعتقد كثير من المطلعين على الوضع السوري أنه على الرغم من العبارت البلاغية والشعارات البراقة فإن سوريا وإيران تحتفظان بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وحتى مع الكيان الصهيوني عبر "شراكة" في تنفيذ أجندة تلبي مطالب الطرفين حيث تغض أمريكا الطرف عن الدعم الذي تقدمه إيران للمليشيات الشيعية في العراق ـ حتى وإن عارضته علناـ وتنسق سوريا وإيران لإضعاف العرب السنة هناك، بينما يترك لسوريا التحرك من وراء الستار على الساحة اللبنانية ـ مع معارضة علنية أمريكية لدورها هناك أيضا ـ ويستدل المراقبون على ذلك بالوضع الميداني على الأرض، وسط ما تسرب من أنباء عن إمداد إيران الكيان الصهيوني بالغاز وبقاء جبهة الجولان السورية هادئة تماما طوال أكثر من أربعين عاما على الرغم من "شعارات" العداء لإسرائيل التي يطلقها أركان الحكم العلوي في دمشق للاستهلاك المحلي.
يذكر أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد لإيران هي الثانية منذ تولي أحمدي نجاد السلطة عام 2005.