
وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس إلى بغداد اليوم السبت في زيارة لم يعلن عنها من قبل، وذلك في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ستزورها اليوم للتمهيد للقاء المرتقب الذي من المقرر أن يجمعها مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود أولمرت الاثنين المقبل .
وتأتي زيارة رايس عقب محادثة بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الحكومة العراقية الصفوية نوري المالكي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمس الجمعة تناولت الوضع في العاصمة بغداد بعد بدء تطبيق خطة بوش الطائفية الجديدة فيها.
وجدد بوش، خلال المحادثة، دعمه للمالكي قائلا عنه إنه شغل دورا قياديا في "منعرج حساس" في العراق، مضيفا أنه سيتمّ توفير الدعم لضمان نجاح خططه.
وعلى المستوى الميداني، قال قائد ميداني في القوات الأمريكية في بغداد إنّ القوات بدأت في إنشاء مناطق لمرور المترجلين في محيط الأسواق التي تشكل أو كانت هدفا لهجمات بسيارات ملغومة.
وقال القائد العام لكتيبة بغداد متعددة الجنسيات وفرقة المشاة الأولى الميجر جنرال جوزيف فيل، في مؤتمر صحفي بدائرة مغلقة موجهة لصحفيين في البنتاجون: "إننا الآن بصدد عملية غلق هذه الطرق وجعلها مناطق خاصة بالمترجلين فقط."
وقالت رايس فور وصولها بغداد إن نجاح خطة أمن بغداد يتوقف على مدى نجاح الحكومة العراقية في الاستفادة من تراجع العنف الطائفي وتعزيز سيطرتها على الأرض، على حد قولها.
وكانت العمليات العسكرية قد تراجعت في بغداد مع تدفق آلاف من الجنود الأمريكيين على المدينة، لكن الميجر جنرال جوزيف فيل قائد القوات الأمريكية في بغداد قال إن هذا التراجع مؤقت على الأرجح، في الوقت الذي يقيّم فيه المسلحون الموقف.
وعلى الرغم من التأكيد الأمريكي بأن خطة بوش الجديدة في العراق لا تفرق بين الطوائف المذهبية فإن الحقائق على الأرض تؤكد أن معظم الذين تم استهدافهم في بغداد حتى الآن هم من العرب السنة بينما توارى قادة المليشيات الشيعية وفر بعضهم إلى إيران مثل مقتدى الصدر وكبار قادة جيش المهدي الصفوي تمهيدا للعودة من جديد بعد أن تمهد قوات الاحتلال الأمريكية والقوات العراقية الصفوية العميلة لها الأرض بالقضاء على المقاومة السنية وتغيير الوضع الديمجرافي في العاصمة العراقية بغداد.