
قالت "القوة التنفيذية"، التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، في بيان لها اليوم السبت: إنها ستعمل على حماية مساجد قطاع غزة والمصلين، وذلك بعد الاعتداء الآثم الذي تعرض له مسجد الهداية في منطقة تل الهوى بقطاع غزة، ومن كان فيه، من خلال إطلاق النار عليهم من قبل أعضاء مفترضين في حركة فتح.
وكان الاعتداء قد أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين أبرياء، وإصابة آخرين بجراح. وقال مصدر في "القوة التنفيذية": "لقد أصبحت المساجد غير آمنة، مما يدعونا الآن إلى حمايتها وسط هذه الأحداث، التي بدأت تهدد أمن المسلمين ومساجدهم والاعتداء عليهم".
وكان عدد من المسلحين الذين يعتقد أنهم من أنصار محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق قد دخلوا المسجد بأحذيتهم، وانهالوا على من فيه شتماً، ثم أطلقوا النار في جميع أنحاء المسجد فاستشهد ثلاثة وأصيب عدد كبير من المصلين.
من جهتها، عبّرت رابطة علماء فلسطين، في بيان لها عن "بالغ استهجانها لجريمة اقتحام مسجد الهداية، الليلة الماضية، من قبل "فئة باغية تجاوزت كل القيم والأعراف والمبادئ، عبر ارتكابها مجزرة بشعة بحق روّاد المسجد، الذين انكبوا على تلاوة ومدارسة كتاب الله عز وجل".
وقالت: "إن هذا الاعتداء على بيت من بيوت الله تطابق بصورة عجيبة مع ممارسات الاحتلال الصهيوني والمستعمرين، الذين استباحوا دماء المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن، واعتدوا مراراً وتكرراً على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه".
وأضاف البيان أن الرابطة "إذ تتابع بقلق شديد ما يجري على الساحة الفلسطينية من أحداث مؤسفة ومؤلمة، لتؤكد أن هذه الأحداث لم تكن لتقع لولا أن قام بها بعض المأجورين للاحتلال، الذين والوا الكافر ونفذوا تعليماته".
وتابعت القول: "من أخذ مالاً من كافر ليقتل به مسلماً فهو ولي له، والله تعالى يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وعلى هذا فقد قضى العلماء أن من يتولى الكافر فقد خرج من الإسلام والعياذ بالله".
وأضافت الرابطة أن "جريمة الاعتداء على بيوت الله عز وجل هي أكبر من أي جرم، وأعظم من أي خطيئة، عندما يقوم هؤلاء بتدنيس بيت الله بأحذيتهم وألسنتهم، فقد انهالوا بسب الذات الإلهية في بيت الله سبحانه، فأي جرم أكبر من ذلك؟!".
وأكدت الرابطة أن "استباحة الدماء في بيت الله سبحانه وفي شهر الله المحرم الحرام، دليل واضح على أن من قام بذلك لا علاقة له بالدين أو بالعقيدة، وعقوبته عند الله تعالى هي حد الحرابة، قال تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}".
ودعا البيان أبناء الشعب الفلسطيني بجميع فصائله إلى حماية الدين الإسلامي، "فالدين في خطر، متمثلاً في بيوت الله والعبادة والقرآن العظيم، فليس لشيء حرمة، مما يتوجب على الجميع الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هؤلاء الخارجين، عن الدين والعقيدة".