أنت هنا

16 ذو القعدة 1427
المسلم-خاص:

أعلنت منذ قليل في العاصمة الأمريكية أهم نتائج التقرير الذي أعدته لجنة من الجمهوريين والديمقراطيين لتقويم السياسة الأمريكية في العراق بعد اتفاق الجميع على أن السفينة الأمريكية قد غاصت في المستنقع العراقي واعتراف وزير الدفاع الأمريكي الجديد بأن بلاده قد هزمت على أرض الرافدين.

لكن اللافت في التوصيات المقترحة هو أنها لم تدع لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وركزت فقط على "تغيير المهمة"، ما يعني ابتعاد هذه القوات عن المواجهات اليومية التي تكبدها خسائر فادحة، والتحصن داخل قواعد عسكرية، والاكتفاء بتقديم الدعم للقوات العراقية، وهو ما قرأ منه بعض المراقبين رغبة أمريكية في البقاء طويلا في هذه البلد المنكوب بأهله وأعدائه معا، مع عدم دفع الفاتورة البشرية والمادية اللازمة لذلك.

وقد أوصت اللجنة بسحب القوات غير الضرورية فقط، مع تفعيل الجانب الدبلوماسي، عبر تحريك بعض دول الجوار لكي تقوم بدور ما يحفظ ماء وجه الأمريكيين في العراق، ولم تستثن اللجنة من هذا الدور حتى سوريا وإيران، في اعتراف بالنفوذ الذي تتمتع به هاتان الدولتان عبر دعم وتأييد المليشيات الشيعية، وكان اللافت في التقرير أيضا الحديث عن عدم التقدم في أداء الحكومة العراقية في الجوانب الأساسية الاقتصادية والأمنية، والتلويح بتقليص المساعدات في حال لم تغير الحكومة نهجها، مع الحديث علانية عن رفض تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم.

وربما كان الشيء الوحيد الذي يستحق التوقف عنده في توصيات اللجنة الـ 79 هو الاعتراف بالفشل العسكري في العراق، وانزلاقه السريع نحو حرب أهلية، وهو ما يطرح تساؤلا عن جدوى عملية الاحتلال برمتها، والأشواك التي أفرزتها الديمقراطية العراقية التي ترعرت تحت حراب الاحتلال بدلا من الورود المزعومة.