
حملت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية الجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الغارة الجوية التي أودت بحياة أكثر من خمسين مدنيا لبنانيا في قرية (قانا) جنوب لبنان، أكثر من نصفهم من الأطفال، مؤكدة أن الهجمات العشوائية التي تشنها اسرائيل على المدنيين تشكل جرائم حرب.
وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في تقرير لها صادر من بيروت: إن الهجمات الاسرائيلية أمس "هي آخر نتائج حملة القصف العشوائي الذي تشنه القوات الإسرائيلية على لبنان منذ 18 يوما، مخلفة نحو 750 قتيلا غالبتيهم العظمى من المدنيين".
وصرح كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة ان "الضربات التي تعرضت لها قانا وقتلت 60 مدنيا على الأقل أكثر من نصفهم من الأطفال، تشير إلى أن الجيش الاسرائيلي يتصرف في جنوب لبنان على أنه منطقة لإطلاق النار بحرية". وأضاف: "يبدو أن الجيش الاسرائيلي يعتبر أي شخص بقي في المنطقة مقاتلا وهدفا للهجوم عليه".
واشار الى ان الخسائر في ارواح المدنيين في قانا تؤكد ضرورة ان يفتح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تحقيقا دوليا في الانتهاكات للقوانين الانسانية الدولية في اطار النزاع الحالي، مؤكدا ان الاخفاق المستمر في التمييز بين المقاتلين والمدنيين هو جريمة حرب.
وقال روث ان "توجيه الجيش الاسرائيلي انذارا الى المدنيين في قانا بمغادرة المنطقة لا يعطيه الحق في شن هجمات عشوائية (...) بل يجب عليه بذل كل جهد ممكن لاستهداف المقاتلين فقط".
ولا يزال عشرات الاف المدنيين في قرى جنوب نهر الليطاني رغم انذار الجيش الاسرائيلي لهم بالمغادرة.
واوضحت المنظمة ان "الغالبية العظمى من هؤلاء لا يستطيعون الفرار لان الطرق مدمرة وبسبب نقص البنزين وارتفاع اجرة السيارات ووجود اقارب مرضى لهم او بسبب الهجمات الاسرائيلية المتواصلة. وعادة يبقى المرضى والفقراء في مناطقهم".
واكدت المنظمة ان باحثيها موجودون في لبنان منذ بدء القتال في 12 يوليو وسجلوا عشرات الحالات التي شنت فيها القوات الاسرائيلية هجمات عشوائية ضد المدنيين.
وقالت ان "هذه الانتهاكات الخطيرة للقانون الانساني الدولي تشكل جرائم حرب".