
في الوقت الذي غاب فيه تماما بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الضفة الغربية، بعد أن تم تشكيله وتسريب الأسلحة إليه من إسرائيل، ظهر جهاز أمن الرئاسة التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس ظهر أمس فجأة مدججا بالسلاح، ولكن في وجه أبناء الشعب الفلسطيني، حيث فض بالقوة مظاهرة مضادة لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إلى رام الله(!).
وقال شهود عيان: إن عشرات من أفراد الأمن الفلسطيني اعتدوا بالضرب على شبان متظاهرين بالهراوات، كما حاولوا اعتقال شخصية قيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ونظم نحو ألف فلسطيني كان بينهم زياد أبو عين القيادي في فتح ووكيل وزارة الأسرى والمحررين وعمر عساف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية مظاهرة ضد زيارة الوزيرة الأمريكية، وتوجهوا نحو مقر المقاطعة، إلا أن المشاركين في المسيرة فوجئوا بالأرض تنشق عن عدد كبير من رجال أمن الرئاسة الفلسطيني، الذين قاموا بمنع المظاهرة بالقوة، ما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين برضوض جراء الضرب بالهراوات واللكمات المباشرة.
واشتبك المتظاهرون وعناصر أمن الرئاسة بالأيدي، وحاول الأمن اعتقال عدد من المتظاهرين وجرهم بنحو أوقع بعضهم على الأرض بعد ضربهم ، إلا أن تدخل النسوة وعدد من أعضاء الأمن الفلسطيني بلباسهم المدني حال دون ذلك.
وشوهد عدد من ضباط الأمن الفلسطيني وهم يحاولون احتواء الوضع وعدم السماح بتطور الأوضاع.
ورفع المتظاهرون العديد من الأعلام الفلسطينية واللبنانية والفصائل الفلسطينية واللافتات المنددة بالزيارة والعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وفلسطين.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لرايس وأمريكا ومؤيدة للكتائب الفلسطينية المقاومة، أبرزها " لا أهلا ولا سهلا " و" أمريكا رأس الحية" و"يا أمريكا برة برة"و" بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
واستنكرت عجوز فلسطينية شاركت في المسيرة وهي تحمل صورة عميد الأسرى المقدسيين علاء الدين البازيان الذي فقد بصره عنترية أفراد أمن الرئاسة، مبدية دهشتها من استئسادهم على أبناء شعبهم، وصمتهم المريب في وجه العدوان الصهيوني اليومي المستمر على الفلسطينيين الأبرياء الذي دخل شهره الثاني.
من جهة أخرى، وعلى صعيد زيارة رايس نفسها، شل الإضراب التجاري مرافق الحياة الاقتصادية، في مدينتي رام الله والبيرة احتجاجا على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية.
وقد أغلقت المحال التجارية أبوابها منذ الصباح، احتجاجا على المجازر التي ترتكب في لبنان وفلسطين وإعطاء الولايات المتحدة إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة العمليات العسكرية.