أنت هنا

29 جمادى الثانية 1427
الرياض - المسلم


في بيان صدر اليوم عن الديوان الملكي في العاصمة السعودية الرياض، حذّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، بأنه إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير، وإذا سقط خيار السلام في المنطقة، فلن يكون هناك سوى خيار الحرب.
مشدداً على أن هذه الحرب لن يسلم من شرها أحد، حتى الذين تدفعهم قوتهم العسكرية الآن إلى اللعب بالنار، حسب وصف البيان الملكي.

ونقلت وسائل الإعلام السعودية، اليوم الثلاثاء، عن الديوان الملكي بياناً أصدره الملك عبدالله، أكد فيه على أن المملكة العربية السعودية قامت بدورها الذي يفرضه عليها واجبها الديني والقومي بشأن الأوضاع في المنطقة وتداعيات الأحداث في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة فحذرت وأنذرت ونصحت ولم تأبه بمزايدات المزايدين ولم تكتف بذلك بل سعت منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان وتحركت على أكثر من صعيد وبأكثر من وسيلة لحث المجتمع الدولي على إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار"
مشيراً إلى أن المملكة أوفدت وزير الخارجية و العام لمجلس الأمن الوطني لمقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن "وإبلاغه وجهة نظرها حول النتائج الخطيرة التي تترتب على استمرار العدوان والتي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بعواقبها إذا خرجت الأمور عن السيطرة كما كلفت المندوبين الشخصيين بزيارة عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لإبلاغ الرسالة نفسها".

وقال البيان الملكي: "لقد أعلن العرب السلام خيارا استراتيجيا للأمة العربية وتقدموا بمشروع واضح منصف يتضمن إعادة الأراضي العربية المحتلة مقابل السلام ورفضوا الاستجابة للاستفزاز وتجاهلوا الدعوات المتطرفة التي تحارب السلام إلا أنه ينبغي القول أن الصبر لا يمكن أن يدوم للأبد وأنه إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير فإن أحدا لا يمكنه أن يتوقع ما قد يحدث وعندما يقع المحظور لا يجدي الندم.
لذا تتوجه المملكة إلى المجتمع الدولي كله ممثلا في الأمم المتحدة وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة بمناشدة وتحذير..".

وناشد البيان الملكي الجميع بأن يتحركوا وفقا لما يمليه عليهم الضمير الحي والشرايع الأخلاقية والإنسانية والدولية، محذراً في الوقت نفسه من أنه إذا سقط خيار السلام نتيجة للغطرسة الإسرائيلية فلن يبقى سوى خيار الحرب وقال: "عندها لا يعلم إلا الله – جلت قدرته – ما ستشهده المنطقة من حروب ونزاعات لن يسلم من شرها أحد حتى الذين تدفعهم قوتهم العسكرية الآن إلى اللعب بالنار".

وأضاف البيان الملكي بالقول: " إن المملكة العربية السعودية وإلى جانب تحركها السياسي تشعر أن المأساة الإنسانية في لبنان وفلسطين تتطلب دعما سخيا من كل عربي وكل مسلم وكل إنسان شريف".
مضيفاً أنه "ومن هذا المنطلق وجه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الدعوة لحملة تبرعات شعبية تبدأ يوم غد الأربعاء داعيا كل مواطن ومواطنة لما عرف عن الشعب السعودي الأبي من سخاء ووفاء وحمية لأمتيه العربية والإسلامية".
وقال: "تجيء بعد ذلك مهمة إعمار لبنان وفلسطين في أعقاب الدمار الكبير الذي خلفه الاعتداء الإسرائيلي.. ويسر المملكة أن تكون أول المساهمين في هذا المجهود وفي هذا السياق وجه خادم الحرمين الشريفين بتخصيص منحة مقدارها خمسمائة مليون دولار للشعب اللبناني لتكون نواة صندوق عربي دولي لإعمار لبنان. كما وجه – حفظه الله – بإيداع وديعة بألف مليون دولار في المصرف اللبناني المركزي دعما للاقتصاد اللبناني كما وجه – حفظه الله – بتخصيص منحة مقدارها مائتين وخمسين مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين".

ودعا البيان الملكي باسم المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، جميع الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم للتصدي لدورهم ومسؤولياتهم تجاه ما يحدث لكي يتمكن المجتمع الدولي سويا من تقديم عون فعال ملموس ينفع الأشقاء أكثر مما تنفعهم عبارات الشجب والاستنكار.