
انتهى الاجتماع الطارئ، أو ما وصفه المراقبون بـ "اجتماع ما قبل اللحظات الأخيرة"، بعد أقل من نصف ساعة على بدئه في فيينا بين وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وبين وفد إيراني رفيع المستوى برئاسة (الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران) علي لاريجاني.
وعُلم أن آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني تصدرت جولة المباحثات القصيرة جداً والتي عقدت بمقر إقامة سفير ألمانيا لدى النمسا، بين الجانبين الأوروبي والإيراني، بالإضافة إلى السبل الكفيلة بتسوية كافة المسائل العالقة سواء بين دول الترويكا التي تتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، وإيران من جهة، وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة ثانية، بما فيها الخروقات السابقة ومصدر بقع التلوث النووي.
وجاء هذا الاجتماع "الطارئ"، والذي رحب به (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) الدكتور محمد البرادعي الليلة الماضية، بعد أنباء تحدثت عن فشل الجولة الثانية من المباحثات المباشرة التي جرت أمس الأول بين إيران وروسيا في موسكو، وتركزت حول دراسة الصيغة القانونية للمقترحات التي تقدمت بها روسيا والقاضية بتخصيب اليورانيوم الطبيعي الإيراني على الأراضي الروسية.
ويبدو أن السبب الرئيس لفشل تلك المباحثات هو الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على روسيا والاتحاد الأوروبي من أجل تقويض الاقتراح الروسي والتمسك بخيار إحالة ملف البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، كما جاء الاجتماع الطارئ بين الترويكا وإيران والذي تمّ بناء على طلب الأخيرة قبل ثلاثة أيام من موعد الاجتماع العادي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيبدأ أعماله يوم الاثنين المقبل بمقر الأمم المتحدة في فيينا، والذي سيناقش آخر تطورات الملف النووي الإيراني وتقرير المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي الذي أكد أن الوكالة ما تزال في وضع لا يمكنها من التأكيد بأن البرنامج النووي الإيراني مكرّس بالفعل للأغراض السلمية.
كما أكد بأن الوكالة لم تعثر حتى الآن على أي دليل يثبت بأن البرنامج النووي الإيراني يخفي أنشطة نووية محظورة.
ويرى المراقبون هنا أن انتهاء الاجتماع الطارئ بين الترويكا الأوروبية وإيران بالسرعة القصوى غير المتوقعة دليل على فشل جولة المفاوضات ما قبل اللحظات الأخيرة، مما يؤكد بأن وجهات النظر بين الجانبين ظلت متباعدة، وما تزال عند مفترق طرق، وذلك قبل أقل من ثلاثة أيام من بدء أعمال الاجتماع العادي لمجلس المحافظين المقرر انعقاده يوم الاثنين المقبل.