أنت هنا

7 ذو القعدة 1426
فينا - وكالات


وصف الدكتور دوشان عباسوف مدير العلاقات الخارجية في مجلس الإفتاء في روسيا المؤتمر الأول للأوقاف الإسلامية في شرقي أوروبا بأنه كان مؤتمراً بالغ الأهمية وشكل خطوة على الطريق الصحيح من أجل استعادة جميع أملاك الأوقاف الإسلامية في عموم دول أوروبا الشرقية.

وكان المؤتمر الأول قد عقد بدعوة من الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا لمدة ثلاثة أيام واختتم أعماله يوم الأحد الماضي بمقر الأكاديمية الإسلامية في فيينا،

وأوضح عباسوف، الذي قدم تقريراً شاملاً عن ممتلكات الأوقاف الإسلامية في روسيا الاتحادية، أن هدف حوالي 50 شخصاً من المشاركين في مؤتمر فيينا، والذين قدموا من 20 دولة أوروبية، هو إعداد خطة عمل شاملة لاستعادة جميع ممتلكات الأوقاف الإسلامية في دول شرق أوروبا، من خلال طرح هذا الموضوع المهم على مختلف المستويات السياسية والقانونية في الدول الأوروبية الشرقية المعنية، ولاسيما تلك التي قطعت مرحلة متقدمة على صعيد الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

وأشار عباسوف في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية، بعد انتهاء المؤتمر، إلى أنه استناداً إلى الكثير من الدراسات والوثائق، وخصوصاً الكتاب الصادر بتاريخ 1889، في الذكرى المئوية للإدارة الدينية المحمدية في أرينبورغ، كان هناك 21 عقاراً للأوقاف الإسلامية في المدينة، بالإضافة إلى 4254 مسجداً.
وشدّد على القول إنه لا يمكن حصر ممتلكات الأوقاف الإسلامية في روسيا، لأنها تقدر بالبلايين من الروبلات الروسية، وتضم أعداداً هائلة من المدارس والمؤسسات والمساجد والمراكز الإسلامية والعقارات التي تبرع بها أصحابها لصالح الوقف الإسلامي.

وأعرب عباسوف عن اعتقاده بأن النظام الشيوعي أغلق أكثر من 10 آلاف مسجد من أصل 12 ألف مسجد كانت جميعها تابعة للأوقاف الإسلامية في روسيا.
واعتبر عباسوف انهيار النظام الشيوعي في بداية التسعينات من القرن العشرين نقطة تحوّل بالغة الأهمية، حيث بدأ المسلمون يستعيدون دورهم الحضاري والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأخذوا يمارسون تعاليم العقيدة الإسلامية وأحكامها في حياتهم اليومية والعامة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى إعادة بناء وترميم المساجد والمدارس والمؤسسات والجمعيات الإسلامية. وأكد عباسوف أنه يوجد الآن في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم، بالإضافة إلى أكثر من 6 آلاف مسجد وجامع، و5 آلاف مركز وجمعية إسلامية، وأكثر من 114 مؤسسة تعليمية إسلامية.

وبعدما أشار إلى أن الأوضاع العامة في روسيا لا تسمح الآن بتفعيل معهد الأوقاف الإسلامي بمفهومه الشامل، ولكنه استدرك قائلاً "لدينا التجربة التاريخية الرائدة، ونحن عاقدون العزم على المضي قدماً في تبني مطالب المسلمين في روسيا، حيث يقوم مجلس الإفتاء بالرد على استفسارات المواطنين، وفي القريب العاجل ستأخذ خطة الأوقاف الإسلامية الطابع العملي للأمة الإسلامية في روسيا".