أنت هنا

3 ذو القعدة 1426
أوروبا - صحف


هاجمت العديد من الصحف الأوروبية العريقة الولايات المتحدة واستخباراتها، على خلفية فضيحة إقامة السجون السرية للسي آي إيه على أراض أوروبية، مذكرة بالانتهاكات المستمرة من قبل الأمريكيين ضد المعتقلين في العراق وغوانتانامو وغيرها.

حيث تناولت صحيفة (الفايننشال تايمز) البريطانية في افتتاحيتها اليوم السبت، الاتهامات التي تواجهها الولايات المتحدة حول رحلات لطائرات تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية قامت بنقل مشتبه بهم بشكل سري إلى دول أخرى تقوم بتعذيبهم وحول سجون سرية في عدة أماكن من العالم.

وقالت الصحيفة: " إن سجل الإدارة الأمريكية حول التعذيب كان واحدا من أكثر المراوغات كارثية" مشيرة إلى قول الرئيس جورج بوش في أعقاب الكشف عن الانتهاكات الأمريكية للسجناء في أبي غريب وغوانتانامو بأن الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب ولا تقبله من الدول الأخرى (!) وذلك على الرغم من أن البرتو غونزاليس، الذي كان محامي البيت الأبيض وهو الآن المدعى العام كان يحاول بناء إطار قانوني للتعذيب.

وأوضحت الصحيفة أن ديك تشيني (نائب الرئيس الأمريكي) لا يزال يحاول استثناء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من منع التعذيب عندما تستجوب مواطنين غير أمريكيين وهى صيغة غالبا ما تستخدمها هذه الإدارة لما تعتبره صنفا ثانويا من البشر.

ورأت الصحيفة أن أفضل ما يمكن أن تقوم به (وزيرة الخارجية الأمريكية) كوندوليزا رايس في الأسبوع القادم هو الاعتراف بما حدث في الماضي، وتقديم ضمانات بعدم تكراره في المستقبل.

وفى برلين قالت مجلة (دير شبيغل) الواسعة الانتشار: " إن طائرات المخابرات المركزية الأمريكية ( سى أي ايه) المريبة كانت في السنوات الماضية ضيفا دائما في الأجواء الألمانية، وإن هذه القضية الخطيرة قد تنسف نوايا الحكومة الألمانية الجديدة الهادفة إلى التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية".

وكشفت المجلة الأسبوعية اليوم النقاب عن أن لدى حكومة برلين الآن وقبل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في الأسبوع القادم إلى إلمانيا ضمن جولة أوروبية؛ قائمة مفصلة بنشاط الطائرات التي يشتبه في أنها كانت تنقل مختطفين من المشتبه بهم الانتماء لتنظيمات محظورة إلى أقبية تعذيب سرية.

وأضافت أن هذه الطائرات استخدمت المطارات الألمانية أو الأجواء الألمانية أربعمائة وسبع وثلاثين مرة، مشيرة إلى أن القائمة التي أعدتها دائرة ضمان المواصلات الجوية الألمانية بناء على طلب حزب اليسار الجديد توضح أن معظم رحلات الطائرات المستأجرة من شركات خاصة لحساب المخابرات المركزية الأمريكية كانت عبر مطارات برلين وفرانكفورت والقاعدة الجوية الأمريكية في رامشتاين.

وأكدت المجلة أن الحكومة الألمانية تخشى أن تتطور هذه القضية إلى "نقاش مبدئي" على وجود القوات الأمريكية في ألمانيا واستخدام الأجواء الألمانية للحرب على العراق.

وفى السياق ذاته نشرت صحيفة (سود دويتشه) الألمانية اليوم تعليقا على هذا الحدث الذي يهيمن حاليا على المعترك السياسي في ـلمانيا انتقدت فيه الاحتجاجات الأوروبية الفاترة على الممارسات الأمريكية.

وقالت: " إن حكومات كل من ألمانيا وإيطاليا والسويد ومقدونيا لاذت بالصمت مع أن هناك منذ عام شبهات في قيام عملاء الولايات المتحدة في أوروبا بخطف المشبوهين وتعذيبهم لابتزاز الاعترافات".
واتهمت الصحيفة الحكومات الأوروبية بأنه ليس لها مصلحة في كشف تفاصيل هذه الانتهاكات لانها تعرف منذ مدة طويلة جوهر هذه العمليات وليس بوسعها أن تنتقد الآن ما تسترت عليه مدة طويلة.

كما ذكرت محطة ال (بى بى سى اون لاين) أن مجموعات الحقوق المدنية الأمريكية ستلاحق وكالة المخابرات الأمريكية أمام المحكمة لتوقف نشاطها في نقل المشتبه بهم إلى دول خارج السلطة القانونية للولايات المتحدة.

وقال الاتحاد الذي يدافع عن الحريات المدنية: " إن وكالة الاستخبارات قد خرقت كلا القانونين الأمريكي والدولي وانه سيرفع الدعوى نيابة عن شخص ادعى بأنه نقل جوا إلى سجن سرى تابع للوكالة في أفغانستان".