أنت هنا

12 جمادى الثانية 1426
بغداد ـ وكالات

اعترف جيش الاحتلال الأمريكي بمقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح، اثر انفجار عبوة ناسفة شمال العاصمة العراقية بغداد.
وقال جيش الاحتلال في بيان له اليوم الاثنين "إن الحادث وقع في محافظة صلاح الدين"، بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وكانت مصادر عسكرية أمريكية أعلنت أمس مقتل جنديين أمريكيين أحدهما في انفجار بمدينة كركوك شمال بغداد، في حين قتل الآخر متأثرا بجروحه في انفجار قرب مدينة الفلوجة غربي العراق.
من جانبه قال الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر "إن مقاومة الاحتلال في العراق مشروعة"، داعيا العراقيين إلى ضبط النفس وعدم التورط في مخططات الغرب أو الاحتلال لاستفزازهم.
وأوضح الصدر: "أن أول من يجب أن يقر بمشروعية المقاومة هو الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي قال إذا كان بلدي محتلا فسأقاوم"، مضيفاً "أن المقاومة مشروعة على المستويات الدينية والفكرية وغيرها".
تأتي هذه المقابلة على خلفية الحملة التي أطلقها الصدر الأسبوع الماضي لجمع مليون توقيع في العراق تدعو إلى رحيل قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة.
وربط الصدر بقاء الاحتلال وعدم حصول العراق على الاستقلال التام بجميع المشاكل الناجمة على الصعيد الداخلي من التعصب إلى "الحرب الأهلية"، مؤكداً أنه لن يشارك في صياغة الدستور العراقي المرتقب وضعه منتصف الشهر المقبل، على أن يعرض على استفتاء شعبي يوم 15 أكتوبر المقبل.

كما رفع عراقيون تملكتهم الصدمة الحطام الناجم عن انفجار شاحنة وقود ملغومة قتل 98 شخصا على الاقل بجنوب بغداد فيما شهدت العاصمة العراقية صباح الاحد ثلاث هجمات انتحارية أخرى بسيارات ملغومة في حملة جديدة مدمرة.
وفي هذه الاثناء قالت المحكمة المكلفة بنظر قضايا جرائم الحرب انها وجهت اول اتهامات رسمية للرئيس المخلوع صدام حسين وقالت انها ستعلن خلال أيام موعد محاكمته.
وكان الهجوم الذي وقع ليلا بمدينة المسيب الواقعة على طريق سريع الاكثر تدميرا من حيث عدد القتلى الذين سقطوا فيه منذ تشكيل الحكومة العراقية في ابريل نيسان وثاني أكبر هجوم مميت منذ بدء الحرب في عام 2003.
وقد دفع الهجوم بعض السياسيين لإدانة السلطات في البرلمان وأثار دعوات لتشكيل ميليشيات محلية مسلحة.
ووقع نحو 15 تفجيرا فدائيا خلال ما يزيد قليلا عن 48 ساعة في بغداد وعلى الطريق السريع المتجه جنوبا فيما وصفه تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بأنه حملة للسيطرة على بغداد.
وفي هجوم السبت فجر فدائي شاحنة وقود قرب سوق مزدحمة لبيع الخضروات خارج مسجد للشيعة في بلدة المسيب بمنطقة تفتقد القانون وتطلق عليها القوات الامريكية اسم "مثلث الموت". وبالاضافة الى مقتل 98 قالت مصادر مستشفى ان 75 شخصا أصيبوا من بينهم 19 في حالة خطيرة.
وقال محسن جاسم عن ابنه البالغ من العمر 18 عاما "بعد القنبلة ذهبت الى هناك فوجدت رأس ابني. لم استطع العثور على جثمانه.
وقال ياس خضير قائد شرطة المسيب "هذا يوم اسود في تاريخ البلدة."
والمسيب تقع على بعد 30 كيلومترا فقط من الحلة حيث قتل 125 شخصا في فبراير شباط في أسوأ هجوم منفرد يشهده العراق بعد الحرب.
واحتشدت جموع غاضبة صباح الاحد خارج مبان التهمتها النيران معبرة عن احتجاجها على السلطات في حين كانت الجرافات تبعد حطام السيارات المحترقة عن الطريق.
وصاح أحد المتجمهرين "منعت الشرطة الشاحنات من دخول المسيب ومع هذا سمحت بدخول شاحنة وقود. هذه جريمة. الشرطة عميلة (للمسلحين)."
وخلال جلسة برلمانية عاصفة هاجم البعض الحكومة لفشلها في الحفاظ على الامن وطالبوا بتشكيل ميليشيات محلية تحل محل الشرطة وقوات الامن.
وقال النائب البارز خضير الخزاعي في الجلسة ان خطط وزارتي الداخلية والدفاع لفرض الامن في العراق فشلت في صد الارهابيين وان الامر يتطلب العودة للميليشيات الشعبية.
ويأمل زعماء عراقيون أن تساعد محاكمة سريعة لصدام في اخماد تمرد يقوده العرب السنة الذين ينتمي اليهم والذين كانوا يوما القوة المهيمنة في العراق.
وقالت المحكمة الخاصة التي تشكلت لمحاكمة صدام انها وجهت اليه والى ثلاثة اخرين من رموز نظامه اتهامات بالقتل في الدجيل التي نجا الرئيس السابق من محاولة اغتيال استهدفته اثناء مرور موكبه بها عام 1982.
واذا أدين صدام في قضية الدجيل الاقل أهمية نسبيا فيحتمل ان يعدم شنقا قبل تقديم القضايا الاخرى للمحكمة وهي القضايا الاهم والاكثر اثارة للجدل مثل الابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويقول عراقيون كثيرون انهم يفضلون عقابا سريعا لصدام على محاكمة طويلة.
وقال مواطن عراقي يدعى بشير غازي اثناء جلوسه امام مقهى في بغداد "عندما تأتي سيرة صدام حسين فكأني اواجه ملك الموت.
ووضع التزايد الكبير في الهجمات خلال اليومين الماضيين الحكومة العراقية تحت ضغط جديد.
وقال تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي دعا النشطين في العالم العربي للانضمام الى حربه المقدسة ان التفجيرات جزء من هجوم جديد ولكنه لم يعلن بوضوح مسؤوليته عن هجوم المسيب.
وقال التنظيم في بيان على الانترنت "العملية ماضية باذن الله على أتم وجه ونتوعد أعداء الله بالمزيد ونسأل اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها أن يلحوا بالدعاء ويتضرعوا الى الله بأن يثبت أقدامنا وينصرنا على الصليبيين وأذنابهم ويتقبل شهداءنا ويشافي جرحانا ويفرج عن أسرانا وأسرى المسلمين."
وقالت مصادر بالشرطة أن هجمات الاحد بدأت بثلاثة تفجيرات فدائية أخرى بسيارات ملغومة في العاصمة. ووقعت احدى الهجمات على نقطة تفتيش للشرطة في شرق بغداد وأسفرت عن مقتل ثلاثة واصابة 14 اخرين.
ووقع الهجوم الثاني على نقطة تفتيش في الجنوب وتسبب في مقتل واحد واصابة ثلاثة اخرين. أما الانفجار الثالث فوقع قرب المقر السابق للجنة الانتخابية وأدى الى مقتل ثلاثة واصابة اثنين.
ويشهد العراق غالبا عددا من الهجمات الانتحارية يوميا منذ تولت الحكومة السلطة في أبريل. لكن القادة الامريكيين يقولون ان الموقف اخذ في التحسن مع وقوع ست تفجيرات انتحارية فقط بسيارات ملغومة في مختلف أنحاء البلاد في الاسبوع الماضي وهو أقل عدد هجمات منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
وبدأت سلسلة التفجيرات الاخيرة يوم الجمعة الماضي عندما وقع 11 هجوما فدائياً بسيارات ملغومة على أهداف أمريكية أو تابعة للجيش العراقي في أنحاء العاصمة وعلى الطريق السريع المتجه جنوبا. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل أكثر من 32 واصابة ما يزيد عن المئة.
والى جانب هجوم المسيب أسفرت الهجمات التي وقعت يوم الاحد في أنحاء العراق عن سقوط 16 قتيلا على الاقل بينهم ثلاثة جنود بريطانيين في العمارة بالجنوب وجندي أمريكي قرب كركوك في الجنوب أيضا.
وقال الجيش الامريكي يوم الاحد ان جنديا كان اصيب في احدي الهجمات قد توفي.
واضاف الجيش ان جنديا امريكيا اخر قتل واصيب اخران في انفجار شحنة ناسفة صباح الاحد قربة بلدة بلد شمالي بغداد