
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التزامها الكامل باتفاق القاهرة وبالتهدئة المشروطة التي نص عليها الاتفاق معتبرة أن الاشتباكات بين عناصر "السلطة" ومقاتليها أصبحت جزءاً من الماضي.
وكان وفد من حركة حماس ضمّ د. محمود الزهار ود. نزار ريان والشيخ سعيد صيام عقد اجتماعاً مساء أمس في فندق البيتش على شاطئ غزة مع الوفد المصري الذي يزور الأراضي الفلسطينية، وقد ترأس الوفد المصري في الاجتماع اللواء مصطفى البحيري نائب مدير المخابرات المصرية.
من جانبه أوضح الشيخ سعيد صيام عضو القيادة السياسية لحركة حماس خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس في أعقاب الاجتماع، أن حركته أكدت التزامها باتفاق القاهرة الذي اتفقت عليه الفصائل، وأنها أبلغت الوفد التزامها بالتهدئة المشروطة مع حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن النفس وحق الفصائل الفلسطينية بالرد على الاعتداءات الصهيونية، مؤكداً حرص حركته على الوحدة الوطنية وتهيئة الأجواء والمناخات الايجابية، وطمأن الشعب بأن يتم تجاوز الأزمة الداخلية الراهنة.
واستبعد صيام عقد لقاء في الوقت الراهن مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، غير أنّه أكد أن اتصالات مكثفة ستجري خلال الساعات القليلة القادمة لتجاوز الأزمة الراهنة، وأكد أن "حماس" متمسكة تماماً بكافة بنود اتفاق القاهرة معتبراً أن المشكلة في العدو الصهيوني الذي عليه أن يتوقف عن عدوانه حتى يجري احترام التهدئة من كافة الأطراف.
كما نفى الشيخ صيام بشكل قاطع أن يكون اتفاق القاهرة قد تحدث عن تشاور في قضية الرد، وقال "إعلان القاهرة لم يتطرق إلى التشاور، فحينما تحصل الاعتداءات على شعبنا فهناك حق مكفول بالرد على هذه الاعتداءات"، وأوضح أن فصائل المقاومة ليست عبثية أو عدمية وتقدر أين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني، ولكن لا يعقل أن تترك الاحتلال يغتال من يشاء ومتى يشاء إذ لابد من وقف عدوانه وإلزامه بما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة.
وأضاف صيام : "المطلوب أن يمارس أبو مازن ضغوطاً كي يلتزم العدو الصهيوني بعدم الاعتداء على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الفصائل متوافقة بما تم في إعلان القاهرة، وأنّه لا يمكن أن يطلب من الفصائل أن تكف اليد في حال تواصل العدو في ضرب أبناء شعبنا.
وحول الأحداث التي شهدها قطاع غزة مؤخراً قال صيام: "نحن سعينا منذ اللحظة الأولى لتطويق الإحداث وإزالة الاحتقان، ونحن نجحنا إلى حد كبير وسنعمل على تهيئة الأجواء الايجابية والمناخات الطيبة ونطمئن شعبنا على ذلك ونتمنى أن تكون أحداث الأيام الأخيرة من الماضي"، وتابع قائلاً: "شعبنا قادر على تجاوز هذه المحطات كما تجاوزها من قبل"، مؤكداً أن الحوار الداخلي الفلسطيني والتفاهم هو الوسيلة المثلى للوصول إلى القواسم المشتركة والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني "لأن هذا الشعب لا يمكن قمعه بالقوة".
وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أرييل شارون أعطى أوامر بلا حدود للجيش "الإسرائيلي", بينما هدد وزير الدفاع شاؤول موفاز بضربة عسكرية "طويلة ومعقدة" في قطاع غزة ما لم تشدد السلطة قبضتها على فصائل المقاومة, بينما احتشد آلاف الجنود "الإسرائيليين" على حدود غزة استعدادا لأوامر بشن هجوم واسع.
وكان الوفد المصري استهل زيارته إلى الأراضي الفلسطينية بعقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في محاولة لإنهاء الأزمة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.