
قال مسؤول عراقي رفيع المستوى أن السلطات الصهيونية تقف وراء مهاجمة واغتيال الدبلوماسيين المقيمين في العراق تحت واجهة القاعدة والزرقاوي.
وأوضح أن المخابرات الصهيونية تغلغلت في مؤسسات الدولة العراقية وتوجيهها العمليات المسلحة في هذا البلد ، مبيناً ان السلطات الصهيونية لعبت دوراً في فترة الحكومة الانتقالية السابقة في تعيين عناصر استخباراتية بعثية غير معروفة في مناصب أمنية ومالية حساسة.
وفي السياق ذاته كانت مصادر صحفية قد تحدثت في الأيام الماضية عن تورط جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد) في كثير من العمليات التفجيرية داخل العراق .
حيث أشارت صحيفة الأسبوع المصرية عن جريمة كبري تجري وراء الستار قام بها جهاز الموساد وقوات الإحتلال الأمريكي .
وذكرت الجريدة أن المخابرات الصهيونية بالاشتراك مع قوات الإحتلال الأمريكية في العراق قد تمكنت من قتل 350 عالما نوويا عراقيا وأكثر من 200 أستاذ جامعي في المعارف العلمية المختلفة.
وكان تقرير أعدته الخارجية الأمريكية ورفعه الرئيس بوش قد أكد أن وحدات الموساد والكوماندوز الصهيونية تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام وأن هذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل علماء الذرة العراقيين وتصفيتهم بعد أن فشلت الجهود الأمريكية منذ بداية الغزو في استمالة عدد منهم للتعاون والعمل بالأراضي الأمريكية.
وأكد التقرير أنه علي الرغم من أن البعض منهم أجبر على العمل في مراكز أبحاث حكومية أمريكية إلا أن الغالبية الكبرى من هؤلاء العلماء رفضوا التعاون مع العلماء الأمريكيين في بعض التجارب وأن جزءا كبيرا منهم هرب من الأراضي الأمريكية إلى بلدان أخري.
وأشار التقرير إلى أن العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات الأمريكية والتي ترتب عليها اخضاعهم للتعذيب، إلا أن السلطات الصهيونية كانت ترى أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطرا على الأمن الصهيوني في المستقبل.
وأكد التقرير أن السلطات الصهيونية رأت أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء العلماء هو تصفيتهم جسديا وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق.
وأكد التقرير الأمريكي إلى أن البنتاجون كان قد أبدي اقتناعه منذ أكثر من 7 أشهر بوجهة نظر تقرير المخابرات الصهيونية وأنه لهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الصهيونية بهذه المهمة وأن هناك فريقا أمنيا أمريكيا خاصا يساند القوات الصهيونية في أداء هذه المهمة.
وأكد التقرير أن الفريق الأمني الأمريكي يختص بتقديم السيرة الذاتية الكاملة وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء العراقيين وأن هذه العملية مستمرة منذ أكثر من 7 أشهر وأنه ترتب على ذلك قتل 350 عالما نوويا و200 أستاذ جامعي حتي الآن خاصة في الشوارع العراقية بعيدا عن منازلهم.
وأشار التقرير إلى أن أسر هؤلاء العلماء تعتقد أنهم قتلوا أو ماتوا في عمليات (إرهابية)، وأن المسلسل مازال يتواصل حتى الآن، وأن هذه العمليات التي تقوم بها وحدات الكوماندوز الصهيونية تتواصل بشكل منتظم وبدعم وتأييد من البنتاجون.
وتستهدف هذه العمليات وفقا للتقرير الأمريكي أكثر من 1000 عالم عراقي وأن أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية يكون المستهدف منه قتل العلماء.
من جهة أخرى، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالوقوف وراء اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد ايهاب الشريف.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي "في اعتقادي الشخصي ان الذين يقومون بمثل هذه الاعمال هم ايتام صدام والمتشدقين بالكثير من الشعارات والامور غير الحقيقية".
وكان الجدل قد احتدم بين القاهرة وبغداد اللتين تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية في بغداد ايهاب الشريف.
وكان الدبلوماسي المصري الذي اعلنت مجموعة ابو مصعب الزرقاوي الخميس الماضي انها قتلته اختطف في الثاني من يوليو الجاري بينما كان يسير بمفرده في شارع تجاري ببغداد.
واكدت الحكومة العراقية الجمعة انها تحقق في اتصالات محتملة اجريت مع المجموعات المسلحة قد تفسر وفقا لها تحرك السفير بمفرده من دون حراسة لحظة اختطافه.
من جهة اخرى اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين انه اقترح على السفراء ورؤوساء البعثات الدبلوماسية الاجنبية والعربية العاملة في العراق تأمين الحماية لدبلوماسييها لتجنيبها تكرار ما حصل لرئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد.
وقال زيباري "اليوم كان لنا اجتماع مع جميع اعضاء السلك الدبلوماسي في بغداد بحضور وزير الداخلية (العراقي بيان باقر صولاغ) لشرح طبيعة الاوضاع الامنية والاسباب والدوافع التي حدت بعصابات الارهاب والجريمة الى أستهداف اعضاء السلك الدبلوماسي".
واضاف "لقد شرحنا لاعضاء السلك الدبلوماسي ان على الحكومة العراقية مسؤوليات امنية وفقا للقوانين الدولية اهمها توفير الامن وحماية الدبلوماسيين والسفارات والبعثات العاملة في العراق".
وتابع زيباري "لقد ابلغناهم ان الحكومة العراقية قادرة على توفير هذه الحماية لجميع السفارات والدبلوماسيين العاملين في العراق دون الاعتماد على اية جهة". واوضح "اعتقد ان بأمكان وزارة الداخلية والخارجية توفير الحماية اللازمة وفي المقابل مطلوب من هذه السفارات والدبلوماسيين التعاون مع الحكومة ووزارتي الداخلية والخارجية لتحديد احتياجاتهم".
وقال "نحن لانريد ان تفرض اجراءات على تنقلات الدبلوماسيين ولكن اذا طلب منا توفير حماية امنية لاي دبلوماسي فبأمكاننا القيام بذلك" مشيرا الى "وضع خطة بهذا الاتجاه وخطوط ساخنة في وزارتي الداخلية والخارجية للاتصال المباشر بالاضافة الى توفير حمايات لمقار البعثات الدبلوماسية في بغداد".
وحول ردود افعال السفراء ورؤوساء البعثات الدبلوماسية قال ان "الكل كان متجاوب والكل اكد انه سيتعاون مع هذه الخطة".
واستبعد زيباري امكانية اقامة منطقة خاصة تضم جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية على غرار المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم السفارتين الاميركية والبريطانية وقال "لا نية لنا في انشاء منطقة محصورة او قلعة للسفارات لاننا اذا حصرناهم فأنهم لن يتمكنوا من متابعة العمل" مشيرا الى انه "ليس هناك امن كامل في اي مكان في العالم".
وحول عدد السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في العراق قال "العدد الكلي 45 سفارة وبعثة دبلوماسية عدد كبير منها يعمل اصلا في المنطقة الخضراء بالاضافة الى سفارات غير مقيمة تعمل من الاردن".
وشهد الاسبوع المنصرم موجة من الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية في العراق حيث تعرض كل من القائم بأعمال سفارة مملكة البحرين إلى هجوم من قبل مسلحين ، كما تعرض في اليوم نفسه السفير الباكستاني الى هجوم مسلح ، لكنهما نجيا من محاولتي الإغتيال.
وقبلهما بعدة أيام اختطف السفير المصري إيهاب الشريف من قبل جماعة مجهولة ثم قامت بقتله يوم الخميس الماضي.
ويوم امس تم احباط محاولة لتفجير مبنى السفارة الكويتية الكائن وسط بغداد بمجموعة من الصواريخ الموجهة لمبنى السفارة.