
وافق (رئيس الوزراء الإسرائيلي) آريل شارون على حدود الطريق النهائي لحاجز الفصل العنصري حول القدس المحتلة، الذي سيتضمن أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، وفق ما أكد مسؤولون إسرائيليون اليوم الاثنين، ما أكد مخاوف الفلسطينيين من أن الحكومة الإسرائيلية ستعرض مزاعم مباحثات "السلام" الحديثة للخطر.
وأسوأ ما يتضمنه القرار الجديد، هو أن الحاجز سيشمل الأراضي الفلسطينية التي من المفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية. من بينها القدس الشرقية، التي كانت ستعد عاصمة الدولة الفلسطينية المفترضة، والتي كانت ستقوم بدورها على أجزاء بسيطة من الدولة الفلسطينية المحتلة.
كما سيضم الحاجز الإسرائيلي الجديد أيضاًَ قطعة كبيرة من البلدة الفلسطينية (بيت لحم) الواقعة جنوب القدس المحتلة، بحجة وجود مقام يهودي فيها !!
وكان الاحتلال الإسرائيلي بدأ في بناء جدار فاصل في الضفة الغربية منذ سنتين، بحجة تجنب المهاجمين الفلسطينيين.
ويؤكد الفلسطينيون أن تل أبيب كان يمكن أن تبني الحاجز على الأراضي المحتلة دون أراض السلطة الفلسطينية، لو كان القلق الأمني هو السبب الوحيد، مشيرين إلى النية الحقيقية المتمثلة في انتزاع أرض الضفة الغربية ورسم حدود نهائية بدون انتظار اتفاقية السلام المفترضة.
من جانبه، حذر (المفاوض الفلسطيني) صائب عريقات من مغبة الموافقة على ضم القدس المحتلة إلى المستعمرات الإسرائيلية، مشيراً إلى إمكانية ذلك بتدمير المجهودات لإنعاش محادثات السلام!
وقال عريقات مساء اليوم الاثنين: " هذه سياسة إملاء وليست مفاوضة".
ويقيم الاحتلال الإسرائيلي على الحاجز مجمع حوائط وأسوار وخنادق وأسلاك شائكة وآلات الإلكترونية للتصوير والإطلاق،
وقد اكتمل بناء نحو ثلث الحاجز الذي تنوي الحكومة الإسرائيلية تنفيذه على طول 425 ميلاً (680 كلم) .
ولم يفلح وجود (الأمين العام للأمم المتحدة) كوفي آنان في تأجيل شارون هذا الإعلان، الذي يدل على عدم وجود أي خشية إسرائيلية من الأمم المتحدة، طالما كانت الولايات المتحدة خلفها على الدوام.
خاصة وأن محكمة العدل الدولية (إحدى فروع الأمم المتحدة) كانت قد حكمت بعدم شرعية جدار الفصل العنصري، واكتفت الأمم المتحدة بقرار المحكمة، دون أدنى التزام منها بإلزام تل أبيب وقف بناء الجدار فضلاً عن هدمه.
واكتفى أنان الذي جاء أساساً إلى المنطقة لحضور حفل افتتاح متحف الهولكوست اليهودي، إلى جانب رؤساء دول عالمية (!!) بالإشارة إلى (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس، بأن يسجل الفلسطينيين الأضرار الناشئة بسبب جدار الفصل، وكتابة ادعاء ضد الإسرائيليين بسبب بناء الجدار !!!
في وقت كانت فيه الشرطة الفلسطينية تقوم بتفريق الفلسطينيين المتظاهرين ضد الجدار الفاصل أمام المبنى الذي استضاف أنان في رام الله.